للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم حذفت الواو التي قبل "قَالُوا" في سورة البقرة [آية: ١١٦] في قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} في مصحف الشامي كما في قراءة ابن عامر ورسمت في سائر المصاحف كما في قراءة الباقين (١)، (وحَذْفُ هذه الواوِ وإثباتُها ليس من قِبَلِ الكاتب، وإنما إثباتها وحذفها قراءتان مُنزلَتان، ولم يمكن إثباتها وحذفها في مصحف واحد فجعلت في مصحفٍ ثابتةً كما أنزلت، وفي آخرَ محذوفةً كما أنزلت) (٢).

ثم اعلم أنه (قال أبو عبيد: في مصاحف المِصْرَيْن؛ الكوفةِ والبصرةِ: {وَوَصَّى}، وفي مصاحف الحجاز والشام بالألف، قال: ورأيتها في الذي يقال له "الإمام"؛ مصحفِ عثمان بن عفان هكذا أيضًا بالألف) (٣)، كذا نقله أبو عمرو (٤) عن أبي عبيد، وذكر بإسناده أيضًا عن أسيد (٥) عن مصحف عثمان {وَوَصَّى} بغير ألف، ولعل وجه الجمع أن أسيدًا رآه بمصحفِ عثمان؛ المصحفِ الذي أمر بكتابته لأهل المدينة، وأبو عبيد أراد ما خصه لنفسه المسمى بالإمام، والله أعلم بحقيقة المرام.

هذا، وذكر (٦) بإسناده أيضًا عن (خالد بن إياس بن صخر بن أبي الجهم يذكر أنه قرأ مصحف عثمان بن عفان فوجد فيه مما يخالف مصاحف أهل المدينة اثني عشر حرفًا منها في سورة البقرة [آية: ١٣٢]: {وَوَصَّى}؛ بغير ألف، وفي آل عمران [آية: ١٣٣]: {وَسَارِعُوا} بالواو، وفي المائدة [آية: ٥٣]:


(١) انظر: النشر ٢/ ٢٢٠، والكشف ١/ ٢٦٠، والإقناع ٢/ ٦٠١.
(٢) ما بين القوسين منقول من الوسيلة صـ ١١٩.
(٣) ما بين القوسين منقول من الوسيلة صـ ١١٥.
(٤) في المقنع صـ ١٠٢.
(٥) لم أجده في المقنع عن أسيد.
(٦) أي: السخاوي مع أنه لم يسبق له ذكر، وقد صنع المصنف ذلك مرارًا فأوهم؛ لأنه ذكر عبارة (وذكر بإسناده أيضًا) قبل ثلاثة أسطر مريدًا به أبا عبيد ثم كررها هنا مريدًا به السخاوي.

<<  <   >  >>