للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرواية في النظم عن أرباب الدارية، وقرئ في السبعة بالسين (١) أيضًا، أما قراءة الصاد فظاهرة (٢)، وأما قراءة السين فلأنها الأصلُ في اللغة فلو قال: وصاد بَسْطَةً احفظ .. إلخ (٣) لكان مبينا (٤) والاتفاق يفهم من الإطلاق (٥).

وأما قوله {وَزَادَهُ بَسْطَةً} [البقرة: ٢٤٧] فبالسين اتفاقًا، ولعله يستفاد من عدم ذكره في محله وبقاء كل شيء على أصله.

ثم الواو رسمت بعد {مُفْسِدِينَ} في قوله عند قصة صالح -عليه السلام- في الأعراف [آية: ٧٤ - ٧٥] قبل {قَالَ} في مصحف الشام فرسم {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٧٤) وَقَالَ} بالواو وفي بقية المصاحف بحذف الواو {قَالَ الْمَلَأُ} وقرأها ابن عامر بالواو والباقون بحذفها (٦).


(١) قال ابن الباذش في الإقناع (٢/ ٦٠٩): (بالسين قنبل وحفص وهشام وأبو عمرو وحمزة، وعن كل واحد منهم الخلاف، الباقون: بالصاد، وعنهم أيضًا الخلاف إلا الكسائي والبزي فلا خلاف عنهما أنها بالصاد). وانظر: لبسط الخلاف النشر (٢/ ٢٢٨ - ٢٣٠).
(٢) وجه ظهورها ما نقله المؤلف عن السخاوي في شرح البيت (٤٦): بالصاد كل صراطٍ والصراط … حيث قال: (قال السخاوي: "وإنما رسم بالصاد دون السين وإن كانت السينُ الأصلَ لأن الأصل لا يُحتاج أن يُنَبَّهَ عليه فرُسِم بالصاد ليُعلَم أنهم أبدلوا من السينِ الصادَ ليخف على اللسان النطق بالكلمة من حيث إن الصاد حرف مطبق كالطاء فيتقاربان وكتبوه أيضًا على الأخف والأكثر").
(٣) فيكون البيت: وصاد بَسْطَةً احفظ مُفْسِدِينَ وَقَا لَ الواوُ شامِيَّةٌ مَشهورةٌ أَثَرَا.
(٤) وفي نسخة (مبنيًّا).
(٥) لأن الصياغة التي اقترحها ليس فيها التنصيص على الاتفاق على رسم " بَسْطَةً " بالصاد فاعتذر عن ذلك بكون الاتفاق يفهم من الإطلاق -أي: من عدم ذكر خلاف- إذ لو وجد خلاف في رسمه لذُكِر.
(٦) انظر: النشر ٢/ ٢٧٠، والكشف ١/ ٤٦٧، والإقناع ٢/ ٦٤٧.

<<  <   >  >>