(٢) قال الداني في المقنع صـ ٣٨: (حدثنا خلف بن حمدان المقرئ قال حدثنا أحمد بن محمد المكي قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال رأيت في الإمام؛ مصحف عثمان بن عفان -رضي الله عنه- … وفي يوسف [آية: ٧] {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} بالألف والتاء). (٣) بل من جميع المصاحف كما رواه الداني بسنده عنه قال: (الألف غير مكتوبة يعني في المصاحف في -وذكر آيات ثم قال: وفي يوسف [آية: ٧]: {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} وفي: {غَيَابَاتِ} [آية: ١٠ و ١٥] بحذف الألف في الحرفين). (٤) قال الداني في المقنع صـ ١٥ باب ذكر ما حذفت منه الألف اختصارًا: (حدثنا خلف بن إبراهيم بن محمد قال حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلّام قال: رأيت في الإمام؛ مصحف عثمان بن عفان … وفي يوسف {حَاشَ لِلَّهِ}). (٥) أي: قراءة، أما رسمًا فالاتفاق على حذفها، بخلاف الثانية فالخلاف في قراءتها مع الاتفاق على حذفها. (٦) انظر: النشر ٢/ ٢٩٥، والكشف ٢/ ١٠، والإقناع ٢/ ٦٧١. (٧) القراءة سنة متبعة والرسم تابع لا متبوع، وعليه فإن مرادَه غيرُ ما توهمه عبارته، وقد بيَّن المؤلف ذلك في شرحه للأبيات (٤٦)، و (٥١)، و (٥٩)، وسبق التنبيه على ذلك في تعليقي على شرح البيت ٧١، وهذا الأسلوب دارج عند العلماء، قال مكي في الكشف ٢/ ١٧٤ في قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبِّي} [القصص: ٣٧]: (قرأه ابن كثير {قَالَ} بغير واو؛ لأنها كذلك في مصحف أهل مكة، … وقرأه {وَقَالَ} بالواو … وكذلك هي بالواو في غير مصاحف أهل مكة) وإن كان تعبير المؤلف أبعدَ عن الإيهام حيث قال فيها في شرح البيت ١٠٢: (رسم بغير واو في المكي، وبواو في بقية المصاحف وَفْق قراءتهم) وقال في الكشف ٢/ ٢٦٢ في قوله تعالى: {تَشْتَهِيهِ}: (قرأ نافع وابن عامر وحفص بالهاء على الأصل؛ لأنها تعود على الموصول … ، ولأنه بالهاء في مصاحف المدينة والشام، فاتبعوا الخط، وقرأ الباقون بغير هاء) وقال ابن الجزري في النشر ٢/ ٢٥٥، ٢٥٦: (واتفقوا على قوله تعالى في سورة القيامة [آية: ٤٠] {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} أنه بهذه الترجمة لثبوت ألفه في كثير من المصاحف ولحذف الألف من موضعي سورة يس والأحقاف في جميع المصاحف واختلفت القراءتان فيهما لذلك دون القيامة) فقوله: "لثبوت"، "ولحذف"، "واختلف القراءتان فيهما لذلك"، يوهم أن القراءة تابعة للرسم، ومثله قوله في النشر ٢/ ٣٧٠ حين ذكر قراءاتهم: ( .. لأنها في مصاحف المدينة والشام ثابتة، وحذفها الباقون … لأنها كذلك في مصاحفهم)، وليس مرادهم ما قد توهمه عباراتهم وإنما هو استرسال في العبارة وجريٌ على عادة العرب في مثل هذا في المتلازمين، ولو عبّر المؤلف هنا بما عبّر به في شرح البيت (١٠٦) حيث قال في قوله تعالى: {تَأْمُرُونِّي} [الزمر: ٦٤] (فقرأه ابن عامر بنونين مظهرتين فوافق رسمَ مصحفه تلاوتُه)؛ لكان أبعد عن الإيهام والله أعلم.