للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

و {بِقَادِرٍ} بياسين [آية: ٨١] بحذف الألف، وقرئ في السبعة {نُجَازِي} بالنون والزاي (١)، ولم يقرأ أحد منهم (٢) بحذف ألفه، نعم قرأ بذلك ابن خثيم وابن السميفع (٣) وأبو ذر وابن عمران (٤).

وكذا اتفقوا (٥) في القراءة على ألف {بِقَادِرٍ}، نعم روي عن أبي بكر الصديق {أَلَيْسَ ذَلِكَ يَقْدِرُ} فعلًا مضارعًا، وبه قرأ يعقوب (٦) والجحدري


(١) مكسورة. قرأ بها: حفص وحمزة والكسائي، وقرأ الباقون بالياء وفتح الزاي. انظر: النشر ٢/ ٣٥٠، والإقناع ٢/ ٧٣٩.
(٢) بل ولا من العشرة.
(٣) هو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن السميفع اليماني، له قراءة معروفة، وفيها ما ينكر ويشذ فيه، وأما إسنادها فمظلم، وهي في عداد الشاذ، قيل إنه قرأ على نافع بن أبي نعيم وغيره، قرأ عليه إسماعيل بن مسلم المكي أحد المجاهيل فقرأ على هذا إبراهيم بن محمد المدني ولا يدرى من هذا أيضًا، مات بالمدينة سنة ٢١٣ وقيل ٢١٥. اهـ مختصرًا من طبقات القراء ١/ ١٩٥ ترجمة (١٠١)، وضبطه في الغاية ٢/ ١٦١ ترجمة (٣١٠٦) (بفتح السين) وقال: (له اختيار في القراءة ينسب إليه شذ فيه، وفي الجملة القراءة ضعيفة، والمسند بها فيه نظر، وإن صح فهي قراءة شاذة لخروجها عن المشهور).
(٤) في المحتسب (٢/ ١٨٨ - ١٨٩): أن قراءة (يُجْزَى) بضم الياء وسكون الجيم وفتح الزاي مع حذف الألف هي قراءة ابن جندب، وابن عمران هو: فارس بن أحمد بن موسى بن عمران؛ أبو الفتح الحمصي المقرئ الضرير؛ مؤلف كتاب المنشا في القراءات الثمان، وأحد الحذاق بهذا الشأن، قرأ عليه جماعة منهم أبو عمرو الداني، وقال: لم ألق مثله في حفظه وضبطه، توفي سنة ٤٠١ بمصر وله ٦٨ سنة. اهـ مختَصرًا من معرفة القراء الكبار ١/ ٣٧٩ ترجمة رقم (٣١٠).
(٥) يعني السبعة؛ لجريان عادة المؤلف على الاقتصار على حكاية قراءتهم فقط، وإلا فقد قال ابن الجزري في النشر ٢/ ٣٥٥: (واختلفوا في {بِقَادِرٍ عَلَى} هنا -أي في يس- وفي الأحقاف فروى رويس {يَقْدِرُ} بياء مفتوحة وإسكان القاف من غير ألف وضم الراء، وافقه روح في الأحقاف، وقرأ الباقون بالباء وفتح القاف وألف بعدها، وخفض الراء منونة في الموضعين).
(٦) لم يقرأ يعقوب {يَقْدِرُ} فعلًا مضارعًا إلا في [الأحقاف: ٣٣] {وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} باتفاق راوِيَيْهِ روح ورويس، وفي [يس: ٨١] {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} فيما رواه رويس عنه، أما [آية: ٤٠] في القيامة {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} فلم يقرأ فيها {يَقْدِرُ}، قال ابن الجزري في النشر ٢/ ٢٥٥، ٢٥٦: (واتفقوا على قوله تعالى في سورة القيامة {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} أنه بهذه الترجمة؛ لثبوت ألفه في كثير من المصاحف، ولحذف الألف من موضعي سورة يس والأحقاف في جميع المصاحف، واختلفت القراءتان فيهما لذلك دون القيامة)،
وقد سبق المؤلفَ إلى هذا الوهم الجعبريُّ في الجميلة صـ ١٥٨، أما آية القيامة فلم يعز {يَقْدِرُ} فيها بالياء من غير ألف الهذليُّ في الكامل صـ ٦٢٦ إلا للْجَحْدَرِيّ، وأما الذي عزاه السخاوي في الوسيلة صـ ٢٠٨ إلى أبي بكر الصديق فهو موضعُ [يس: ٨١] لا القيامة، وعزا ابنُ الجوزي في زاد المسير ٧/ ٤٢ موضعَ القيامة إلى أبي بكر، وسيأتي كلام المؤلف في آية الأحقاف في شرح البيت (١١٢).

<<  <   >  >>