للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

موضعين (١)، لكن كل منهما مضاف إلى {رَبِّكَ}؛ أحدهما قوله: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} [يونس: ٩٦] وما ذكر الثاني (٢)، وقد ذكره السخاوي (٣) وهو الأول (٤) {حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: ٣٣].

فإن قلت: قد ذكر نافع فيما تقدم (٥) أن الألف حذفت من {كَلِمَات} في جميع القرآن (٦).

قلت: إنما ذكره في الربع الثاني، فلا يشمل ما في غيره، فقوله فيما تقدم: مع كلماته متى ظهرا (٧)، أي: ظهر في هذا الربع (٨)، والتلاوة مختلفة في بعض


(١) أما من قال: "في مواضع" فمراده الأربعة التي أشرنا إليها آنفًا، حيث قد رسمت كلها بحذف الألف، ومن قال: "في موضعين" فمراده ما رواه أبو عمرو في المقنع -الذي العقيلةُ نظمُه- صـ ١١ عن نافع في باب ما حذفت منه الألف اختصارًا حيث لما ذكر موضعي يونس قال " كَلِمَتُ رَبِّكَ " فأخرج بإضافته إلى" رَبِّكَ " الموضعين الآخرين مع كون نافع نقل رسمهما بحذف الألف كما نص عليه المؤلف في شرحه للبيت ٦٩ واتفق العشرة على قراءتهما -أي الموضعين الآخرين- بالألف على الجمع كما ذكرنا آنفا.
(٢) بل قد ذكره في الصفحة التي قبلها، انظر الجميلة صـ ١٦١ حيث قال: (وروى نافع عن المدني كغيره حذف ألف {حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} بها -أي: بغافر [آية ٦]- و {حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا} و {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} بيونس و {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا} [التحريم: ١٢]).
(٣) انظر: (الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٢١٩).
(٤) أي: الموضع الأول من موضعي يونس.
(٥) في شرح البيت (٦٩) حيث قال: (أي متى ظهر لفظ كلماته في القرآن بصيغة الجمع فإنه نقل نافع رسمه بحذف الألف … وهو داخل في عموم حذف ألف جمع المؤنث السالم سواء كان مضافًا إلى ضمير أم لا).
(٦) أي: فما وجه تخصيص هذه الأربعة بالذكر ههنا.
(٧) هذا جزء من البيت المتقدم برقم (٦٩).
(٨) قوله "في هذا الربع" يعارض ما شرح به البيتَ نفسه بقوله: (أي متى ظهر لفظ كلماته في القرآن بصيغة الجمع فإنه نقل نافع رسمه بحذف الألف) وقوله في آخر شرح البيت: (وهذا كله في كلمة المضاف إلى الضمير وأما كلمة المجرد عن الضمير فسيأتي بيانه)، وقد بينه ههنا وفي البيت ٨٨، ولعل الأولى أن يقال: في البيت ٦٩ نص على حذف الألف من لفظ كلماته المضاف إلى الضمير حيث ورد في القرآن وقد ظهر هذا اللفظ بصيغة الجمع مع ضمير الغيبة في القرآن في ستة مواضع وهي قوله تعالى {لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الأنعام: ١١٥] وقوله تعالى: {النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ} [الأعراف: ١٥٨] وقوله {وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} [الأنفال: ٧] وقوله تعالى: {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} [يونس: ٨٢] وقوله تعالى {لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} في الكهف [آية: ٢٧]
{وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} في الشورى [آية: ٢٤]. أما في البيت ٨٨ فقد نص على حذف الألف من لفظ {كَلِمَات} المضاف إلى لفظ ربي وقد ورد كذلك في موضعين من سورة الكهف وهما: قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [الكهف: ١٠٩] موضعان. أما في البيت ١٠٧ فقد نص على حذف الألف من لفظ كلمتٍ مجردًا عن الضمير، وقد ورد كذلك في اثني عشر موضعًا من كتاب الله وهي على التوالي: قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} [البقرة: ٣٧] وقوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} [البقرة: ١٢٤] وقوله تعالى: {وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} [الأنعام: ٣٤] وقوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: ١١٥] على إحدى القراءتين وقوله تعالى: {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} [يونس: ٣٣] على إحدى القراءتين وقوله تعالى: {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} [يونس: ٦٤] وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} [يونس: ٩٦] على إحدى القراءتين، وقوله تعالى: {مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [لقمان: ٢٧] وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} [غافر: ٦] على إحدى القراءتين وقوله تعالى: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا} [التحريم: ١٢] وبهذا التقرير تندفع دعوى التكرار والله أعلم.

<<  <   >  >>