للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

"زِيدَ"، "والحذف وثيق عرى": جملة اسمية، والـ"عُرَى": جمع عروة، فلا يخاف من تمسك بهذا النقل؛ لأن المصاحف اجتمعت برسمه على نون واحدة، وقوله: والحذف إلى آخره من زيادات العقيلة على الأصل، وقال في غير المقنع: فأما قوله في يوسف [آية: ١١] {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا} فإنه جاء مرسومًا في جميع المصاحف بنون واحدة على لفظ الإدغام الصحيح) (١) انتهى.

والمعنى: اتفقت المصاحف على رسم {تَأْمَنَّا} بنون واحدة وحذف الأخرى، وفيه ثلاث قراءات؛ بنونين مع اختلاس حركة الأولى، والإدغام مع الإشمام (٢)، أو بدونه، والأخير إنما هو لأبي جعفر من العشرة على الصحيح، ووافقه الزهري (٣) والكلبي (٤) وغيرهم (٥).

ثم اعلم أنه شرع في المصرع الأول يعلل زيادة الألف بعد الواو في اللُّؤلُؤ فذكر علتين؛ أما وجه إثبات ألف اللُّؤلُؤ المنصوب المنون؛ أنها بدل التنوين على قياس مثله؛ فهو من زيادة الألف على اللفظ، وأما وجه غير المنون؛


(١) كتاب النقط للداني صـ ١٣٣ مطبوع مع المقنع.
(٢) قال مكي في الكشف ١/ ١٢٢: (والإشمام: إتيانك بضم شفتيك لا غير، من غير صوت، فهو يُرَى ولا يُسْمَعُ، ولا يفهمُه الأعمى بحسه، ولا يكون إلا في المرفوع والمضموم) اهـ. مع تقديم وتأخير لا يضر. وقال الشاطبي بيت رقم (٣٦٩):
والاشمام إطباق الشِّفَاهِ بُعَيْدَ ما يسكّن لا صوت هناك فيصحلا
(٣) هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب أبو بكر الزهري المدني؛ أحد الأئمة الكبار وعالم الحجاز والأمصار تابعي، وردت عنه الرواية في حروف القرآن، قرأ على أنس بن مالك، ولد سنة ٥٠ وقيل سنة ٥١، وقال الليث: كان ابن شهاب يقول ما استودعت قلبي شيئًا قط فنسيته، قلت: قراءة الزهري في الإقناع للأهوازي وغيره، مات سنة ١٢٤. اهـ من الغاية ٢/ ٢٦٢ - ٢٦٣ ترجمة (٣٤٧٠).
(٤) هو عيسى بن سعيد بن سعدان أبو الأصبغ الكلبي الأندلسي القرطبي مقرئ مصدَّر، رحل وقرأ القراءات على أحمد بن نصر الشذائي وأبي أحمد السامري وأبي حفص الكتاني وأقرأ في مسجده بقرطبة مدةً، توفي في جمادى الآخرة سنة ٣٩٠ كهلًا. اهـ من معرفة القراء الكبار ١/ ٣٨٣ ترجمة (٣١٧)، ومثله في الغاية ١/ ٦٠٨ ترجمة (٢٤٨٩).
(٥) انظر: النشر ١/ ٢٩٦ - ٢٩٧، والكشف ١/ ١٢٢ - ١٢٣.

<<  <   >  >>