للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

{الرُّؤْيَا} معرفًا أو منكرًا (١)، وقياسُ الرُّؤْيَا الواوُ، ولكن رُسِمَ (٢) ياءً (٣) كراهةَ اجتماعِ ما يشبه الواوين؛ لأن الراء قريبةٌ من الواوِ في الشكل، واتفقت أيضًا على حذف الياء من قوله: {وَرِئْيًا} بمريم [آية: ٧٤]، وذِكْرُهُ هنا مستدرَكٌ، لنصِّه عليه في قوله: واحذفوا إحداهما كـ وَرِئْيًا (٤)، قال السخاوي نقلًا عن أبي عمرو: (وكذلك هي محذوفة في قوله تعالى: {تُئْوِي إِلَيْكَ} [الأحزاب: ٥١] و {الَّتِي تُؤْوِيهِ} [المعارج: ١٣]، قال: ولا أعلم همزةً ساكنةً قبلها ضمةٌ لم تصور خطًّا إلا في هذه الحروف لا غير) (٥)، قال السخاوي: (كما حذفت في الرُّؤْيَا اكتفاءً بالضمة قبلَها كذلك حذفت في قوله تعالى: {وَرِئْيًا} اكتفاء بالكسرة؛


(١) لم يرد في القرآن منكرًا، وقد ورد في القرآن (٧) مرات كلها معرفة إلا أن بعضها معرّفٌ بأل، وهي قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: ٤٣] و {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا} [الاسراء: ٦٠] و {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات: ١٠٥] و {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} [الفتح: ٢٧] وبعضها معرف بالإضافة، وهي قوله تعالى: {لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ} [يوسف: ٥] و {أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ} [يوسف: ٤٣] و {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ} [يوسف: ١٠٠]، فهذه سبعة مواضع كلها معرفة، لا ثامن لها في كتاب الله، ولذا كان تعبير الداني في المقنع أصح حيث قال: (اتفقت المصاحف على حذف الواو التي هي صورة الهمزة دلالة على تحقيقها في قوله " الرُّؤْيَا " و " رُؤْيَاكَ " و " رُؤْيَايَ " في جميع القرآن)، ولم يقل "معرفا أو منكرًا".
(٢) كذا في (س) و (ل) و (ز ٤) و (بر ١)، وفي (ص) "يرسم"، وفي (ز ٨) "وقياس الرُّؤْيَا الواو ولكن حذف كراهة اجتماع".
(٣) لم يرسم ياءً، بل لم تصوَّر أصلًا، قال أبو عمرو في المقنع صـ ٣٦: (ولا أعلم همزةً ساكنةً قبلها ضمَّةٌ لم تصور خطًّا إلا في هذه المواضع لا غير).
(٤) البيت رقم (١٨٤).
(٥) الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٣٧٤ وهو في المقنع صـ ٣٦.

<<  <   >  >>