(٢) التمام هو استيفاء البيت جميع تفعيلاته، وقد استوفاها هنا، لكن الذي يظهر من سياق المؤلف -رحمه الله- أنه يريد به ما يقابل الزحاف مع أن الخبن يدخل في تفعيلتها الأولى لو حذف ياءها ولا يخرج بذلك عن كونه تامًّا، والطيَّ يدخل في تفعيلتها الثالثة وكلٌّ من الخبن والطيِّ من أقسام الزحاف ودخول الزحاف في حواشي البسيط لا يخرجه عن كونه تامًّا. (٣) أي: الذي منه القصيدة، وهو البسيط وتفعيلته: (مستفعلن فاعلن، مستفعلن فاعلن) مرتان، ويستعمل تامًّا ومجزوءًا فإذا كان تامًّا كان بثمان تفعيلات وإذا كان مجزوءًا كان بست تفعيلات. (٤) قال الناظم: أما الزحاف فهو تغيير يروم ثواني الأسباب من غير لزوم فالزحاف: هو تغيير مختص بثواني الأسباب يدخل العروض (وهي التفعيلة الأخيرة في الصدر)، والضروب (وهي التفعيلة الأخيرة في العجز)، والحشو (وهو ما عدا العروض والضرب من التفعيلات)، والأصل فيه عدم اللزوم إلا إذا شابه العلة فإنه يلزم كقبض الطويل وخبن البسيط. وهو نوعان: زحاف مفرد وزحاف مركب. والمفرد ثمانية أقسام: ١. الخبن: وهو حذف الثاني الساكن مثل فاعلن تصبح فعلن ومستفعلن تصبح متفعلن. ٢. الإضمار: وهو تسكين الثاني المتحرك مثل متفاعلن تصبح متْفاعلن أو مستفعلن. ٣. الوقص: وهو حذف الثاني المتحرك مثل متفاعلن تصبح مفاعلن. ٤. الطي: وهو حذف الرابع الساكن مثل مستفعلن تصبح مستعلن. ٥. القبض: وهو حذف الخامس الساكن مثل فعولن تصبح فعول ومفاعيلن تصبح مفاعلن. ٦. العصب: وهو تسكين الخامس المتحرك مثل مفاعلتن تصبح مفاعلْتن أو مفاعيلن. ٧. العقل: وهو حذف الخامس المتحرك مثل مفاعلتن تصبح مفاعلن. ٨. الكف: وهو حذف السابع الساكن مثل فاعلاتن تصبح فاعلات ومفاعيلن تصبح مفاعيل. والمركب أربعة أقسام: ١ ـ الخبل: وهو الخبن مع الطي مثل مستفعلن تصبح متعلن ومفعولات تصبح متعلات. ٢ ـ الخزل: وهو الإضمار مع الطي مثل متفاعلن تصبح متْفعلن. ٣ ـ الشكل: وهو الخبن مع الكف مثل فاعلاتن تصبح فعلات. ٤ ـ النقص: وهو العصب مع الكف مثل مفاعلتن تصبح مفاعلْتُ. ولكل تفعيلة من التفعيلات مقاطع إما من حرفين أو ثلاثة فالمقطع المكون من حرفين سمى سببا فإن تحركا معا سمي سببا ثقيلًا وإن تحرك الأول وسكن الثاني سمي سببا خفيفا وما تكوَّن من ثلاثة أحرف يسمى وتدًا فإن تحرك الأول والثاني وسكن الثالث سمي وتدًا مجموعًا لاجتماع الحركتين وإن تحرك الطرفان وسكن الأوسط سمي وتدًا مفروقًا. وحاصل كلامه -رحمه الله-: أن الناظم أثبت الياء في لا تقذي من الشرط والجزاء وإن كان البيت يتزن بحذفهما فلا ضرورة شعرية تلجئه لهذا الحذف؛ إنما فعله بناءً على لغةٍ؛ لأن التمام في هذا البحر أحسن من الزحاف؛ لأنه لو حذف ياءها من الشرط لدخل الخبن في تفعيلتها الأولى، ولو حذف ياءها من الجزاء لدخل الطيّ في تفعيلتها الثالثة وكلٌّ من الخبن والطيِّ من أقسام الزحاف.