للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وينقطع النزاع عندها، وقد ذكر السخاوي عن شيخه الشاطبي (١) بسنده قال: سمعت مالكًا يقول: (إنما أُلِّفَ القرآنُ على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٢).

هذا، وقد صنف الناس في رسم المصاحف كُتُبًا، لكن كتاب أبي عمرو الداني، المسمى بالمقنع (٣) من أجمعِها وأحسنِها وأنفعِها، وقد اختصره الشيخ الولي أبو القاسم الشاطبي أحسن اختصار، ونظمه في أيمن أشعار، وزاد على أصله ببعض إفادة آثار، وإجادة أسرار، وقد شرح هذه القصيدةَ الرائيةَ، جمعٌ من أربابِ الفضائلِ البهيةِ، وأصحابِ الفواضلِ الرضيَّةِ، منهم الشارحُ الأولُ، وهو السخاويُّ الذي على كلامِهِ المُعَوَّلُ، فأردت أن أشاركهم في مسلك هذه القضيَّة، لعلِّي أُصادفُ تحسينَ النيةِ، وتزيين الطويَّةِ، ليكون وسيلةً إلى الدرجاتِ العَلِيَّةِ، والله ولي التوفيق، وبعنانِ عنايتِه أَزِمَّةُ التحقيق.

قال الشيخ بعد الابتداء بالبسملة -من غير أن يدرجَها في القصيدة-؛ لعذر ضيق النظم المؤدي إلى ترك رعاية تركيبها، ومحافظة ألفاظها على سنن تهذيبها، كما أتى بها في أول قصيدته اللامِيَّةِ (٤) عملًا بأحد الجائزين (٥) في القضية الكلامِيَّةِ:


(١) (قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد حدثنا أبو داود -ابن نجاح- حدثنا أبو عمرو-الداني-) الخ سند المقنع الآتي. اهـ من الوسيلة صـ ١٠.
(٢) رواه الداني في المقنع صـ ٨ قال: (حدثنا خلف بن حمدان، حدثنا محمد بن عبدالله بن زكريا، حدثنا عمي يحيى بن زكريا، حدثنا يونس، حدثنا ابن وهب؛ قال سمعت مالكًا .. ).
(٣) في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار.
(٤) حيث ترك رعاية تركيبها قائلًا: بدأت ببسم الله في النظم أولا تبارك رحمانًا رحيمًا وموئلا.
(٥) مراده بالجائزين إدراجُها في النظم وعدمُ إدراجها فيه.

<<  <   >  >>