لا شيء أشق على الكاتب العربي من كتابة التاريخ على النهج العصري. ولا تاريخ اغمض واقل مادة لدى القارئ العربي من تاريخ الجزائر. ولا كتب اكثر تحريفا من الكتب العربية المؤلفة فيه. وعلى نسبة أهمية تاريخ ابن خلدون كان حظه من التحريف حتى ذهبت ثقة لقارئ بما فيه من اعلام الناس والامكنة.
وقد قاسيت افي تصحيح الاعلام وجمع المواد وايضاح الاغراض اتاريخية وتقريب الاسلوب من النهج العصري ما لا يعلمه الا من عمل عملي وكان مثلي جاهلا بغير العربية بعيدا عن العواصم العلمية منهوك الوقت بالاشغال. ولست- علم الله- أمن بهاتيك المقاساة، وانما أريد الاعتذار للقراء والادباء عن تأخر نشر هذا الجزء الثاني وعما عسى ان يكون به من نقص علمي او فني.
وكلما اجملت لهم اعتذاري اجمل شكري لمن امدني منهم باعارة كتاب او دلني عليه. وأخص منهم بالذكر الشابين الاديبين المخلصين صديقي أحمد توفيق المدني وعمرو دهينة حامل شهادتي التعليم بالمكاتب الفرنسية والترجمة بالمحاكم الشرعية. فقد عربا لي فصولا من الفرنسية وبذلا في اعانتي كل ما في استطاعتهما الادبية. جازاهما الله احسن الجزاء وذكرهما الجيل المستقبل بوافر الثناء.