كانت الجزائر في القرن الثالث مقسمة بين أمارات حفظمت التوازن بين ذوي السلطان، وارضت القبائل المتعادية باستقلال بعضها عن بعض، فيكان ذلك الانقسام مسكنا للثورات منشطا للحياتين العلمية والاقتصادية.
وفي النصف الاخير من هذا القرن ساءت الحياة الاقتصادية وارتفعت الاسعار. قال ابن ابي زرع:
" وتوالى القحط سنة ٢٥٣ الى سنة ٦٥ حتى انه عم سنة ٦٠ بلاد الاندلس والغرب ومصر والحجاز. وفي سنة ٢٧٦ طبقت الفتنة جميع بلاد الاندلس والمغرب وافريقية. وفي سنة ٢٨٥ كانت المجاعة الشديدة التي عمت بلاد الاندلس والعدوة حتى اكل الناس بعضهم بعضا. ثم أعقب ذلك وباء ومرض وموت كثير. هلك فيه من الناس ما لا يحصى".
لم يخف على ايمة الشيعة بالمشرق ما عليه المغرب من ضعف سياسي بسبب انقسامه الى امارات. ومن ضعف مادي لما حل به من المجاعات والموتان فأرسلوا دعاتهم اليه لينشؤا به دولة. ففازوا. وتأسست الدولة العبيدية التي ابتلعت تلك الامارات ووحدت الادارة. ولكنها اعادت للمغرب حياة الثورات.
وهي تنسب الى عبيد الله المهدي اول أيمتها. وكانت قاعدتها