وبعد الاذان يدعو المؤذن للامام ويصلي عليه وعلى آبائه وابنائه بصيغة نسجتها يد السياسة دعاية لهذه الحكومة التي اعتنت ببث الدعاة في سائر الاوطان حتى بلغوا السوس الاقصى، وكان منهم هنالك علي بن عبيد الله البجلي، وكان اتباعه يدعون البجلية. بقوا بعد الدولة العبيدية الى ايام المرابطين. ولم تمت بالمغرب الشيعة الاسماعيلية بذهاب الدولة العبيدية بل عاشت بعدها زمنا.
[٣ - تأسيس الدولة العبيدية]
تأسست الدولة العبيدية بالدعاية الدينية والحنكة السياسية اللتين كانتال لأبي عبد الله الشيعي وبالقيمة الحربية التي كانت لكتامة ووطنها وبسوء سياسة زيادة الله الثالث الذي قتل أباه وكثيرا من أهله وذويه.
ابتدأ ابو عبد الله بتعليم المذهب الاسماعيلي ثم أعلن امامة الفاطميين وأخذ يذكر المهدي وقرب ظهوره. فبلغ أمره ابراهيم الاغلبي فارسل اليه يتهدده. فاجابه جواب من ايقن بنجاح سياسته. وبلغ جوابه عمال وطن كتامة ورؤساء عشائرها فاجتمع منهم للمفاوضة في شأنه عمال ميلة وسطيف وبلزمة ويحي المساكتي المدعو بالامير ومهدي ابن ابي كمارة اللهيصي وفرج بن خيران الاجاني وثمل بن فحل اللطاني، فاتفتوا على مراسلة بيان بن صقلاب رئيس بني سكان في ان يسلم اليهم ابا عبد الله او يخرجه من بلدهم، فاجابهم باستشارة أهل العلم. فتآمروا باغتياله. وشعر انصاره بذلك. ففرقوا المتآمرين. واطبقت جيملة على مظاهراته.
عاد أولئك العمال والروساء الى مخاطبة بيان بن صقلاب حتى استمالوه اليهم. فاستجار ابو عبد الله بالحسن بن هرون رئيس