المدينة. واحرق منبرها لكونه خطب عليه الامويين، وولي عليها ميسورا الفتى وهو غير ميسور الخصي المتقدم.
وثار التيهرتيون بميسور، وكاتبوا محمد بن خزر، فوجه لهم جيشا به ابناه الخير وحمزة واخوه عبد الله ويعلى بن محمد بن صالح اليفرني. وخرج اليهم ميسور في رجال لماية، فدارت الحرب بين الجمعين. وقتل حمزة بن محمد بن خزر، ثم اسر ميسور، وفتحت زناتة المدينة، ولم يجد العبيديون سبيلا لغلبة زناتة غير تفريق كلمتهم، فاستمالوا يعلى بن محمد اليفرني، وعقدوا له على تاهرت والمغرب الاوسط اغاظة لمغراوة وكبيرها ابن خزر، لكن يعلى لم يلبث ان راجع طاعة الامويين.
وفي سنة ٤٧ جهز المعز قائده جوهرا الصقلي لاخضاع المغربين، وامر ولاة الجهات بامداده فخرج معه جعفر صاحب المسيلة وزيري صاحب اشير، وانضم اليهم محمد ابن خزر بداعي المنافسة ليعلى، فالتقى الجمعان، على مقربة من تاهرت. قال ابن ابي زرع:
"فالتحم الحرب بين الفريقين، وبذل جوهر الاموال لقواد كتامة على قتل يعلى، فصممت منهم عصابة، وصمدت الى يعلى. فقتلته واتت برأسه الى جوهر، فبعث به الى المعز. وطيف به في القيروان"، اهـ.
واضيف عمل تيهرت الى صاحب اشير زيري بن مناد الصنهاجي، فرمى العبيديون زناتة بصنهاجة، وغلبوهم بذلك على تاهرت.
[٦ - العبيديون وجبل اوراس]
كان جبل اوراس معدن الثورات لحصانة موقعه واختلاف سكانه اصلا ومشربا. وكانت عاصمته باغاية. تنتخب الدولة لولايتها الأكفاء المخلصين من أوليائها.