الفينيقيون قوم منسوبون الى وطنهم فينيقيا، وهي قطعة من الشام ضيقة مستطيلة على سيف البحر، يفصلها عن بقية الشام جبل لبنان. وهم أمة قليلة جدا ولكنها عملت في التاريخ القديم اعمالا جليلة جدا.
كانوا بطبيعة وطنهم بحريين تجاريين، فربطوا بين الامم القديمة مواصلات ونشروا بذلك حضارات. وهم أول أمة أجنبية دخلت مصر جاءوها قبل اليونان وكانت لهم حارة معروفة باسمهم في مدينة منفيس (١) قاعدة الأسر العشر الاولى من الفراعنة. وعقدوا مع اولئك الفراعنة اتفاقا تجاريا يسمح لهم بنقل البضائع من مصر للاتجار بها في جزر البحر الابيض المتوسط وشواطئه ليبية واسبانيا. فاصبحوا يشقون بمراكبهم هذا البحر وينقلون الى من حوله حضارات المشرق وهم أول من انقذ الامم الاوروبية من الهمجية.
كانت لهم بفينيقيا مراس عظيمة أشتهرت بالبحربة والتجارة منها عراد وبيبلوس وبيروت وصيدا وصور. وأسسو باسبانيا وليبية مراكز صارت تعظم كلما نقص عمران مدن فينيقيا بمزاحمة الامم لهم هنالك ومحاربة الملوك اياهم.
وجد الفينيقيون بليبية ضالتهم المنشودة من البحرية والتجارة والاشتغال بوسائل العمران في سلم وأمن. فظلوا على ذلك حتى دخلوا مع اليونان في الحرب على صقلية، ثم الرومان بصقلية وأفريقية. وانتهت تلك الحروب المشؤومة بتخريب عاصمتهم قرطاجنفوذهاب ملكهم وتلاشي أمتهم. فذابوا في غيرهم وعفا رسمهم ولم يبق منهم الا اسمهم