قبل عبد المؤمن وبنيه ولا بعدهم دولة أحسن ادارة ولا أرقى معارف وحضارة من دولتهم.
[٣ - الحكومة الموحدية المؤمنية]
الدولة الموحدية المؤمنية مستقلة استقلالا تاما. وهي أول دولة بربرية غير خارجية ادعت الخلافة. وكانت أهلا لها اذ لم يكن بنو العباس ولا بنو عبيد يومئذ شيئا مذكورا. وتوسلوا لها من حيث النسب بدعوى ابن تومرت النسب في آل البيت وانتساب عبد المؤمن الى قيس بن مضر وتعلقه بآل البيت من جهة بعض جداته.
وحكومتها مقيدة بالكتاب والسنة من غير انتماء الى مذهب خاص. ورئيسها خليفة يدعى أمير المؤمنين ومنهم من تلقب بالالقاب كالمنصور والناصر. وكان الخليفة يعين بالعهد اليه من سلفه. ثم سار أيام انحطاط الدولة يدعي الخلافة دعوى ويتغلب عليها بالقوة.
ولكنها انحصرت في بني عبد المؤمن على كل حال.
ويساعد الخليفة ولاة بالاعمال الواسعة ووزراء مختلفو النفوذ وكتاب متفاوتو الدرجات حسب مهماتهم وللخليفة وولاته مجالس شورية يلقب أهلها الشيوخ من أهل العلم والدين ولا يكونون من غير الموحدين. وقد أخذت الحكومة أنظمتها الادارية من دولتي صنهاجة وزادتها اتقانا ودقة.
والقضاء يختار له العلماء المجتهدون وأماثل المقلدين للامامين مالك والشافعي وهو مستقل عن الادارة. والناس أمامه سواء لا فرق بين أمير وسوقة.
والمالية تجمع من الزكوات وخراج الاراضي الدولية واخماس الغنائم ليس فيها مكس ولا جور قال ابن ابي زرع: