" أمر عبد المؤمن بعد فتح المهدية بتكسير الارض فكسرت من برقة الى نول من بلاد السوس الاقصى بالفراسخ والاميال طولا وعرضا فاسقط من التكسبر الثلث في الجبال والشعراء والانهار والسباخ والطرقات والخروق. وقسط الخراج على ما بقي وألزم كل قبيلة قسطها من الزرع والورق. وهو أول من أحدث ذلك في المغرب" اهـ.
وكانت المالية وافية بمارف الدولة من انشاء البنايات العامة كدور الحكومة والمساجد والقناطر والمستشفيات، ومن عطاء الجنود والموظفين وجوائز الشعراء والعلماء.
وللحكومة جيش من الموحدين ومرتزقة العرب والبربر عدا ما هو مفروض على القبائل من الجنود، ويبلغ ايام الحرب اربعمائة ألف فارس عدا المشاة، وبلغ جيش الناصر الذي خرج به الى الاندلس مليون من الفرسان والمشاة من سائر الاقسام العسكرية غير المرتزقة.
ولها أسطول ورثته من صنهاجة وزادت فيه وعنيت بصنع الاسلحة والمجانيق والرعادات وانشأ عبد المؤمن سنة ٥٥٧ اربعمائة قطعة فرقها على سواحل المغرب والاندلس. وكان يضرب له كل يوم عشرة قناطير من السهام.
وللجيش طبول ورايات. فاذا أريد النفير ضرب كبر مستدير الشكل دوره خمس عشرة ذراعا من خشب أخضر اللون مذهب.
يضرب فيه ثلاث ضربات فيرتحل الناس. يسمع على مسيرة نصف يوم من مكان مرتفع. يتقدم الامير نحو مائة فارس ويأتي وراءه مدبرو دولته ثم بقية الناس حسب مراتبهم. ويصحب الجيش الصناع وأصحاب الحرف وكل ما يحتاج اليه في السفر حتى كانهم مقيمون.
ومرتبة الموحدين في الجيش ومناصب الحكومة أعلى الرتب.