وحده الجنوبي العرق وهو عبارة عن سلسلة جبال رملية تبتدئ من المحيط غربا وتنتهي شرقا بالنيل المنحدر من الجنوب الى مصر؛ وهذا هو الحد الطبيعي لجنوب المغرب ايضا.
وحده الغربي وادي ملوية الذي هو حد موريطانية الشرقية، وحده الشرقي طبرقة التي هي حد نوميديا.
تقرر هذا الوطن على هذه الحدود منذ العصر القرطاجني، وينقسم داخله انقساما اداريا الى ايالات تختلف باختلاف انظار الدول والملوك. وربما قام ببعضها امراء مستقلون ولم تزل تلك الحدود مرعية الى ان ملك آل عثمان من الترك هذا الوطن فنقصوا من حدوده الشرقية والغربية.
صار الحد الشرقي للجزائر- اذ ذاك- يمر شرق تبسة وسوق اهراس ومرسى القالة. والحد الغربي يمر غرب للامغنية وجبال ندرومة.
وبهذه الحدود الاخيرة صار الوطن الجزائري يشتمل على (٧٠٠،٠٠) ميل مربع تقريبا (الميل الفا ذراع).
فإذا ألقيت نظرة على الحدين الغربي والشرقي الفيتهما غير طبيعين فلم تكن للوطن الجزائري وحدة جغرافية الا في ضمن المغرب.
وإذا نظرت الى قدم حدوده وانها كادت تعاصر فجر التاريخ رأيتْ ان له شبه وحدة تاريخية وسياسية.
وقلما تجد أرضا ميزتها الطبيعية بتلك الحدود مثل أرض المغرب. وقلما تجد وطنا ذا حدود عريقة في القدم مثل الوطن الجزائري.
[٣ - جو الوطن الجزائري]
الوطن الجزائري واقع بالمنطقة المعتدلة ولقربه من خط الاستواء كانت برودته اضعف من حرارته. وقد تأثر جوه بالبحر شمالا والصحراء جنوبا، فكانت الجهات الشمالية على غاية من الاعتدال: اذ البحر يضعف حرارة الصيف بمياهه ويخزنها فإذا كان الشتاء قاوم برودته بابخرته السخنة؛ فيعتدل الجو- تقريبا- صيفا وشتاء. أما الجهات الجنوبية فهي شديدة الحر لأن الصحراء تدفع حرارة الصيف ولا تخزنها؛ وإذا جاء البرد لم يجد ما يقاومه فيشتد ايضا.