انتصاراته عليهم فطار صيته وعظمت هيبته حتى خشي باديس أن يخلع طاعته لا سيما وقد أسس مدينة القلعة.
وفي سنة ٤٠٣ جاء التسجيل من الحاكم صاحب مصر الى باديس بولاية عهده لابنه المعز، وكانت حاشية باديس قد سعوا له بحماد.
فاتخذ ذلك التسجيل ذريعة لاختيار حماد. فارسل اليه بالتنازل للمعز عن عملي تيجس وقسنطينة. فأى ذلك حماد وافضى الامر الى حرب اسفرت عن تأسيس الدولة الحمادية.
[٢ - تأسيس الدولة الحمادية]
اقوى أعداء صنهاجة هم زناتة واعظم آل زيري بطوله هو حماد. فوكلوا اليه حروب زناتة. فاوقع بهم مرارا. وكان مظفرا عليهم، ورأى ان يجني ثمرة انتصاراته. فاستوثق من باديس سنة ٩٥ بتلك الشروط ثم احتاط لنفسه. فأسس القلعة، وشحنها بأوليائه ودخائرد اذ لم تكن له ثقة بأشير.
وكانت الامة تتبرم من سماع الدعاء للعبيديين على المنابر.
وكان آل زيري مع الامة باطنا. وليس لهم مع العبيديين الا ظواهر دعت اليها السياسة.
ولما طلب باديس من حماد التنازل عن ذينك العملين رأى هذا الطلب كمقدمة لحرمانه من ثمرة جهاده وان رفضه مفض الى الحرب ولا نتيجة للحرب الا تمتعه بالاستقلال او تعجيل حرمانه من لذة النفوذ فرجا الاستقلال بما كان قد هيأه لمثل هذا من معقل القلعة وأعلن ما تصبو اليه الامة من قطع دعوة بني عبيد فقتل الروافض. ودعا لبني العباس. وذلك سنة ٤٠٥.
وجهز باديس لحرب حماد كبير قواده هاشم بن جعفر. وجمع