وبقي الروم في عظمة سلطان الى أن ظهر الاسلام وجمع كلمة العرب ونظم قوتهم. فاخذوا يفتحون البلدان ويستولون على الاوطان. فانتزعوا من الروم غرو دولتهم من أوطان الشام ومصر وافريقية الشمالية.
أمست دولة الروم بعد ان أخذ منها العرب زهرتها تذبل وتتدلى، حتى ظهر آل عثمان من الاتراك، وضايقوها فيما بقي لها، وصاروا يستولون على مدنها. وجاء محمد الفاتح منهم، فقضى على البقية الباقية منها بفتحه القسطنطينية سنة (٨٥٧هـ - ١٤٥٣م).
[٢ - بيزنطة]
عرفت ان الغرب يطلقون اسم الروم على أهل المملكة الشرقية من اللطين والاغريق. والافرنج يطلقون على هؤلاء الروم اسم البيزنطيين. وذلك نسبة الى عاصمة دولتهم مدينة بيزنطة.
وهي مدينة قديمة ذات موقع ممتاز لتوسطها بين قارتي آسيا وأووبا، ووقوعها على مضيق البوسفور الواصل بين البحر الاسود وبحر مرمرة المتصل بالبحر الابيض المتوسط.
وقد ذكر ابن خلدون بيزنطة مرة باسم بوزنطية وأخرى بلفظ بيزنطية. وقال: انها بنيت في الثانية والخمسين من ملك منشا بن حزقياهو. وهاك عبارته:"وفي تاسعة وثلاثين من ملكه ملك سنجاريف الصغير مملكة الموصل. قاله ابن العميد. وفي الثانية والخمسين بنيت بوزنطية، بناها بورس الملك. وهي التي جددها قسطنطين، وسماها باسمه"(١).