وقد اختلفت على تلمسان أيدي الحفصيين ومرين والاسبان فطمسوا كثيرا من معالمها واعفوا معظم آثارها، وأشار الى علة ذلك لسان الدين بن الخطيب في وصفه لها بقوله:
" تلمسان مدينة جمعت بين الصحراء والريف، ووضعت في موضع شريف. كأنها ملك على رأسه تاجه وحواليه من الدوحات حشمه واعلاجه. عبادها يدها، وكهفها كفها، وزينتها زيانها، وعينها أعيانها، هواها المقصور بها فريد، وهواؤها الممدود صحيح عتيد، وماؤها برود صريد حجبتها ايدي القدرة عن الجنوب، فلا تحول بها ولا شحوب، خزانة زرع، ومسرح ضرع، فواكهها عديدة الانواع، ومتاجرها فريدة الانتفاع، وبرانسها رقاق رفاع، الا أنها بسبب حب الملوك مطمعة للملوك ومن أجل جمعها الصيد في جوف الفرا، مغلوبة للامراء أهلها ليست عندهم الراحة الا فيما قبضت عليه الراحة، ولا فلاحة، الا لمن أقام رسم الفلاحة، ليس بها لسع العقارب الا فيما بين الاقارب، ولا شطارة الا فيمن ارتكب الخطارة " اهـ.
وللادباء في وصفها ومدحها نثرا ونظما ما لا يسعه ديوان، ومن أطولهم في ذلك باعا وابرعهم تصويرا واصدقهم وصفا شاعرها النازح عنها الى غرناطة محمد بن خميس، قال في مطلع قصيدة طويلة جدا:
تلمسان لو ان الزمان بها يسخو ... منى النفس لا دار السلام ولا الكرخ
[٤ - الحكومة الزيانية ومشاهير من رجالها]
الدولة الزيانية مستقلة داخليا وخارجيا غير انها لم تدع أولا الخلافة، فكانت تدعو لدولتي الموحدين الى سنة ٧٠٣ واودعت الخلافة الى سنة ٧٩١ فأصبحت تدعو لمرين، ثم تمشت حسب الظروف: تعلن