موطن مغراوة شمال وانشريس ووادي شلف الى البحر. ينتهي شرقا الى وادي السبت قرب متيجة وغربا الى البطحاء ناحية نهر مينة. يشتمل على جبال شاهقة وسهول خصبة ومدن عامرة. منها مليانة وواجر شرقيها ومازونة وتنس وبرشك وشرشال.
وغلبوا ايام منديل بن عبد الرحمن على وانشريس ولمدية.
واختطوا قصبة سيرات. وخربوا عمران متيجة. وكان أهلها على ما يحكى يجمعون في ثلاثين مصرا. ثم ظهرت توجين بوانشريس ومليكش والثعالبة بمتيجة. فانقبضوا الى وطنهم القومي.
ولم تفارق مغراوة ورؤساؤها حياة الظعن. فكانوا بداة وأمر المدن الى مشائخ من أعيانها. وربما استبد بعض الشيوخ بمدينته.
ففي سنة ٦٥٩ استبد بمليانة ابو علي الملياني حتى أخرجه الحفصيون من سنته. وفي سنة ٦٨٣استبد ببرشك زيري بن حماد المكلاتي المدعو زيرم. وشغلت عنه الدول حتى قتله بنو عبد الواد سنة ٧٠٨.
وقد دخل العبذري مليانة سنة ٦٨٩ فكتب عنها ما خلاصته:
" مدينة حصينة مجموعة مختصرة. وليست عن أمهات المدن مقصرة اشرفت من كثب على وادي شلف في روضة جمة الازهار والطرف وفرعت في سفح جبل حمى حماها ان يرام وشرعت في أصل نهر يشفى من الهيام وبها جامع مليح عجيب " اهـ.
ثم أخذ يندب أفول نجم العلم والادب بها بقصيدة على لسان حالها، مطلعها:
زمان لذي عهد الشبيبة قد عسا ... أعلل فيه النفس علي او عسى
لعل ربوعا من حلاها عواريا ... تعود لها تلك المفاخر ملبسا
لعل نجوما كنت هالة بدرها ... ستجلو ظلاما حل افقي فالبسا