وبرشك بين تنس وشرشال. قال الادريسي:" هي مدينة صغيرة على تل بضفة البحر عليها سور تراب. وشرب أهلها من عيون عذبة. وبها فواكه وجمل مزارع وحنطة كثيرة وشعير " اهـ. وقال الدمشقي:" بلدة صغيرة كثيرة الانجاص والتين والعنب الاسود " اهـ.
ومازونة اختطها ابو منديل عبد الرحمن من رؤساء مغراوة سنة ٥٦٥ قال الادريسي:"هي على ستة اميال من البحر شرقي حوض فروخ بين أجبل ذات أنهار ومزارع وبساتين وأسواق عامرة ومساكن مؤنقة من أحسن البلاد بقعة وأكثرها فواكه والبانا وسمنا وعسلا" اهـ.
وكانت مغراوة كبني عبد الواد على الدعوة المؤمنية حتى وطىء ارضها أبو زكريا الحفصي سنة ٦٣٢ فبايعته. وخالفت بذلك سياسة عبد الواد. فأوجدت السبيل عليها ليغمراسن بن زيان، ونهض اليها.
فعجزت عن مقاومته. واستصرخت ابا زكريا فأصرخها. واحتل تلمسان سنة ٤٠ فبايعه يغمراسن. وعقد ابو زكريا على مغراوة لرئيسها العباس ابن منديل، ومنحه الاستقلال الداخلي. واتخذ بحضرته الآلة وشارة الملك. ولكن هذه القوة الادبية أم تثبت أمام قوة يغمراسن الحقيقية.
فاجلب على مغراوة حتى استقامت على ولائه. ولم تنتفع ببيعة الحفصيين الذين كانوا في شعل عنها، وانما عقد لها خالد بن ابي زكريا المنتخب- وهو ببجاية- حلفا مع صنهاجة فصار رؤساؤها يلتجئون الى جبال صنهاجة متى غلبوا على بلادهم، وشعرت بضعف فائدة هذه البيعة فحولت وجهها شطر مرين فكانت كالمستجير من الرمضاء بالنار، ولم تكن لسياستها هذه من نتيجة خارجية غير شغل آل زيان، ولا داخلية ىبر تشتيت شملها، فقد لحق كثير من أبطالها بغرناطة مرابطين للجهاد ومنهم من لحق بالحفصيين أو مرين.
ابتدأ يغمراسن حربه لمغراوة بالتضريب بين بني منديل رؤسائها