في جميع المغرب وحفظه العامة والخاصة. وجعل لمن حفظه جعلا من كسي وأموال.
قال صاحب المعجب: وكان قصده في الجملة محو مذهب مالك وازالته من المغرب مرة واحدة وحمل الناس على الظاهر من القرآن والحديث. وكان هذا مقصد أبيه وجده إلا أنهما لم يظهراه وأظهره هو" اهـ.
قال ابن الاثير: "واستقضى يعقوب المنصور آخر أيامه الشافعية على بعض البلاد. ومال اليهم " اهـ.
[١٣ - التصوف والصوفية]
كان عليه الصلاة والسلام مجتهدا في العبادة حتى ورمت قدماه.
ولكنه نهى من أراد من أصحابه الانقطاع للعبادة. وصح عنه "ان الله لا يمل حتى تملوا" وظهر بعده بالبصرة وغيرها نساك بالغوا في التعبد ونقلت عنهم حكايات غريبة في التواجد لسماع القرآن فأنكر عليهم الصحابة وعلماء التابعين.
فال ابن تيمية في رسالته الصوفية والفقراء: "والمنكرون لهم مأخذان. منهم من ظن ذلك تكلفا وتصنعا. يذكر عن محمد بن سيرين انه قال ما بيننا وبين هؤلاء الذين يصعقون عند سماع القرآن إلا أن يقرأ على أحدهم وهو على حائط. فان خر فهو صادق ومنهم من أنكر ذلك لانه رآه بدعة مخالفة لما عرف من هدي الصحابة كما نقل عن اسماء وابنها عبد الله " اهـ.
ثم ظهر على مرسح السياسة غلاة الشيعة الامامية والاسماعيلية والقرامطة. فلما غمرتهم القوة العباسية تدثروا بالزهد والنسك.