وبعد حين غاضب علي بن أحمد ابن مزني. فأحيا هذه الدعوة، وحاصر بسكرة سنة ٤٠ وأقام عليها اشهرا، ثم عاد الى موالاة ابن مزني، وهكذا حاولت اصلاح المجتمع رياح. فذهبت مساعيها لاختلافها أدراج الرياح. وكفى سعادة سعادة انه ادى الواجب وفاز بالشهادة.
قال ابن خلدون:"وبقي من عقب سعادة في زاويتة بنون وحفدة يوجب لهم ابن مزني رعاية، وتعرف لهم أعراب الفلاة من رياح حقا في اجارة من يجيرونه من أهل السابلة وبقي هؤلاء الذواودة ينزع بعضهم احيانا الى اقامة هذه الدعوة. فيأخذون بها أنفسهم غير متصفين من الدين والتعمق في الورع بما يناسبها ويقضي حقها. بل يجعلونها ذريعة لأحذ الزكاة من الرعايا ويتظاهرون بتغيير المنكر يسرون بذلك حسوا في ارتغاء فينحل أمرهم لذلك وتخفق مساعيهم ويتنازعون على ما يحصل بايديهم ويفترقون على غير شيء" اهـ.
[٤ - امارة بني مزني ببسكرة]
كانت قاعدة الزاب الحفصي مقرة من أرض الحضنة. فكانت بسكرة تابعة لها ومشيختها لبني رمان منذ سقوط الدولة الحمادية.
وكان بنو مزني بقرية حياس قربها. وملكوا بها جنات النخيل والثمار بمياهها. وانتقلوا اليها. وشارك كبارهم في مجالس شوراها.
فاستنكف منهم بنو رمان. وتلاحوا بالكلام، وانتهى أمرهم الى سلطان تونس فمال مع بني رمان لقدمهم، ولكن النزاع لم يفصل واصلتوا سيوفهم، وتقاتلوا في سكك بسكرة.
وفي سنة ٦٥١ دعا ابو اسحق لنفسه مغاضبا لاخيه المستنصر فبايعته رياح بنقاوس وزحفوا به الى بسكرة فبايعه من مشيختها فضل