ابن علي بن أحمد بن الحسين بن علي بن مزني وابى أهلها موافقته، وعزموا على قتله فخرج الى ابي اسحق الذي لم يتم أمره واجاز معه الى الاندلس حتى توفي المستنصر وعاد مع ابي اسحق الى تونس.
وبنو مزني ينتسبون الى مازن بن فزارة قال ابن خلدون:"والذي تلقيته عن نسابة الهلاليين أنهم بنو مزنة بن ديفل بن محيا بن جرير من فصائل لطيف. وهو الصحيح فان أهل الزاب كلهم من أفاريق الاثبج عجزوا عن الظعن ونزلوا قراه على من كان بها قبلهم من زناتة وطوالع الفتح. وانما نزعوا عن نسب الاثبج لما صاروا اليه من المغرم والوضائع " اهـ.
وفي سنة ٧٨ ملك ابو اسحق تونس وجازى فضلا عن صحبته اياه بولاية الزاب فنزل بسكرة وخضع له بنو رمان ظاهرا. وحالفوا أولاد جرير. واغروهم بقتل فضل وتناول الامر من يده وهم يومئذ بقرية ماشاش قرب بسكرة ولهم اختلاط مع أهلها بالنسب والصهر فقتلوه ظاهر البلد سنة ٨٣ وانتقلوا الى بسكرة فنبذ لهم بنو رمان عهدهم لعامين من حلفهم، فلم تسعهم المدينة ولا قرية ماشاش لقربها فتفرقوا في وادي ريغ واستبد بنو رمان ببسكرة وتغلبت رياح على الزاب.
وكان منصور بن فضل لما قتل ابوه بتونس فخشي بنو رمان غائلته. وسعوا به لدى السلطان ابي حفص فاعتقله الى ان تمكن من الفرار ولحق بأوراس فنزل على الشبه من كرفة خير منزل. ثم لحق ببجاية سنة ٩٢ وابو زكريا بن ابي اسحق يومئذ مستقل بها والزاب في طاعة صاحب تونس فتقرب اليه منصور واستظهر به على ولاية الزاب على ان يحول دعوته اليه كما فعل أبوه مع أبيه من قبل فسرحه سنة ٩٣ بالجنود الى بسكرة واستبعد بنو رمان صاحبهم بتونس فوفدوا على ابي زكرياء مبايعين خائفين من منصور فامنهم وجعل