المملكة الزيانية فلاحية بطبيعة ارضها تجارية بطبيعة موقعها صناعية بطبيعة سكانها والقاح الجاليات الاندلسية والاسرى الاروبيين.
وقد هضمت حضارات الدول الجزائرية الاولى. واخرجت بعناية ملوكها ونشاطهم حضارة زيانية ذات صبغة ممتازة. وبها ختمت الحضارات الجزائرية المحلية.
ولقد كان حبل الامن بالبوادي مضطربا لا يستقر غالبا على حال من الفتن غير أن المدن سائرة قي سلم رقيها تغتذي بفترات السلم القصيرة. وقد شكا العبدري سنة ٦٨٩ فقد الامن من فاس الى الاسكندرية. واعتبر ابن قنفذ نجاته من تلمسان إلى قسنطينة سنة ٧٧٦ من خوارق العادات. ولكن يحب ان نقصر حكمها على ما ماثل سنتيهما في الجوائح السياسية والحربية.
وكانت الفلاحة بهذه المملكة أهم منابع الثروة. وفلاحة القمح في الدرجة الاولى ويليها غراسة الزيتون. قال يحي ابن خلدون:
" ربما بلغت اصابة الزوج الواحدة كما في سنة ٧٥٨ اربعمائة مد كبير من القمح سوى الشعير والباقلاء. والمد ستون برشالة زنة البرشالة ثلاثة عشر رطلا" اهـ.
وكان من أنواع الفلاحة القطن والكتان وقصب السكر وسائر الحبوب والثمار والفواكه والبقول والرياحين، مع عناية بترقية اساليب الفلاحة واستخراج المياه واستجلابها.
ولهذه المملكة مواصلات تجارية أهمها أروبا والسودان. فقد كانت لها مراس كثيرة عني البكري بتعدادها ووصفها وذكر ما يقابلها من مراسي الاندلس. وكانت مدينة تيزيل جنوب تلمسان أول الصحراء ومنها تخرج القوافل الى سجلماسة وورقلة، وهما بابا السودان.