دسيسة سويدية الى مشاقة عامرية ومن نفاق اسباني الى غلظة تركية، ولا ظل في التاريخ العام لدولة صغيرة كهذه منيت بمثل ما منيت به وامتدت حياتها مثلها؟
وآخر هذه الدولة جدير بقول محمد الفازازي يصف حياة الاندلس في القرن السابع:
الروم تضرب في البلاد وتغنم ... والجور يأخذ ما بقي والمغرم
والمال يورد كله قشتالة ... والجند يسقط والرعية تسلم
وذو والتعين ليس فيهم مسلم ... الا معين في الفساد مسلم
أسفي على تلك البلاد وأهلها ... الله يلطف بالجميع ويرحم!
[١١ - الحركة العلمية والادبية بالجزائر البربرية]
نهضت الدول البربرية بالعلوم والآداب نهوضا رغب المفكرين في الرحلة الى ملوكها، وكانت الدول الاوربية قد ملكت على المسلمين صقلية واغلب الاندلس، فارتحل رجالها الى تونس وبجاية وتلمسان وفاس، وبعد بني عبد المؤمن ظهر الحفصيون والزيانيون والمرينيون، فكانت منافستهم في تقريب العلماء من مجالسهم تساوي منافستهم في ضخامة السلطان وامتلاك الاوطان فعمت المعارف المدن والقرى وكرع من مناهلها العربي والبربري، ومن تصفح كتب التراجم ورأى كثرة المنسوبين الى القرى الصغيرة والقبائل البدوية حكم بعموم هذه النهضة واتنظام سيرها في طريق الرقي غير متأثرة بالانقلابات السياسية والنتائج الحربية، فما استجدت دولة الا واستجدت قوى هذه النهضة، وقد بلغت غايتها في القرن الثامن، واخذت تتقهقر منذ القرن التاسع.
ذكر ابن قنفذ في الفارسية ان ابا زكريا الاول ترك من الكتب