فذبحوا اربعة آلاف مسلم، وأسروا ثمانية آلاف، وانقذوا ثلاثمائة أسير مسيحي، وغدا جاءت الجموع الاسلامية لاغاثة المدينة، فوجدوا يد الخيانة قد فنحتها!.
وأخذت اسبانيا المتسلحة بالنفاقين المسيحي والسياسي تستولي على السواحل لضعف الحكومات عن حمايتها، واضطر ابو حمو الثالث سنة ٩١٨ الى الاحتماء بها فأبت الامة هذه الاهانة، وكان بربروس قد ملك الجزائر، فاستنجدته، وأصبح آل زيان بين الاتراك والاسبان.
ونفر التلمسانيون من فساوة الاتراك، فاداروا وجوههم شطر فاس. واستنجدوا محمد الشيخ السعدي، فاحتل تلمسان، واخرج ابا زيان احمد، وكانت اضطرابات حاول أثناءها أخوه مولاي الحسن استرجاع ملك سلفه، فلم يحسن السيرة، وخلعه العلماء، فلحق بوهران حوالي سنة ٩٦١ ثم مات بالطاعون سنة ٩٦٤ وثبتت قدم الاتراك بتلمسان بعدما احتلوها سنة ٩٥٧ وقال ابو راس: سنة ٩٥٦ وهكذا انتهت دولة آل زيان بعدما عاشت ما بين سنتي ٦٣٣ - ٩٥٧ اربعا وعشرين وثلاثمائة سنة، ويقول ابو راس: أن أمدها: ٢٩١ وقيل ٢٩٥ وليس بشيء.
وقد افترق بنو عبد الواد بعد ذهاب ملكهم في الاوطان، قال أبو راس:" ويقال ان منهم بني شعيب وشوشاوة واولاد موسى في العطاف وفرقة بجبل اوراس" اهـ.
والمطلع على فصول هذا الباب وما قبله لا يحوجنا الى بسط اسباب سقوط هذه الدولة العامة وعللها الخاصة، فانها لم تزل منذ نشأتها تصطلي بنار الحروب الداخلية والخارجية، فمن غارة مرينية الى حرب حفصية ومن مناهضة مغراوية أو توجينية الى منافسة زيانية ومن