واختلت الدولة حتى ظهرت زناتة على مرسح السياسة وطمع الحفصيون في عرش بني عبد المؤمن، فتغيرت الاحوال بما أدى الى سقوط هذه الدولة.
وكانت للدولة سكتها دنانير ودراهم وانصاف درهم وارباعه واثمانه والخراريب، والدرهم المؤمني نصف درهم الزكاة، وكان مربعا، يكتب على السكة اسم المهدي حتى ولي المأمون بن المنصور ودخل مراكش سنة ٦٢٧ فدور الدرهم وقطع منه اسم المهدي.
[٤ - عبد المؤمن وبنوه]
كان عبد المؤمن وبنوه أهل علم وأدب ولهم عناية بالجهاد. قد صرفوا قواهم لحماية الاندلس حتى ان المنصور لما حضرته الوفاة جمع بنيه والموحدين وقال لهم:"اوصيكم بالايتام واليتيمة؟ قيل له وما الايتام واليتيمة؟ قال اليتيمة الاندلس والايتام أهلها. انه ليس في نفوسنا شيء أعظم من همها، ولو مد الله في أجلنا لم نتوان في جهاد كفارها حتى نعيدها دار اسلام. فاياكم والغفلة عما يصلحها من تشييد اسوار وحماية ثور وتربية الاجناد وتوفير الرعية".
وكانت العلامة السلطانية عندهم (الحمد لله وحده) يكتبها الخليفة بيده بخط غليظ في رأس الرسالة أو المنشور. وفي ذلك تقول حفصة الاندلسينة تخاطب عبد المؤمن:
يا سيد الناس يا من ... يؤمل الناس رفده
امنن علي بطرس ... يكون للدهر عده
تخط يمناك فيه ... (الحمد لله وحده)
وكان بنو عبد المؤمن يعرفون بالسادة لا ينعت بالسيد لعهدهم سواهم.