انتقل بنو عبيد من المهدية الى القاهرة ولم يستطيعوا توحيد المغرب تحت ادارتهم، فكانت فتن بين صنهاجة العبيدية وزناتة الاموية لم تنتج اكثر من تاخر زناتة الى المغرب الاقصى وتأسيسهم فيه دويلات مغراوية ويفرنية عاشت قرنا واقواها دولة بني زيري بن عطية بفاس، قال ابن ابي زرع:
"وفي أيامهم عظم شأن فاس وحصنت ابوابها وزيد في جامعي القرويين والاندلس زيادة كبيرة واتسع الناس في البناء وكثرت الخيرات واتسع الامن والرخاء الى أن ظهر المرابطون وقد ضعفت أحوال مغراوة ونقص ملكهم وجاروا على رعيتهم، فاخذوا أموالهم وسفكوا دماءهم وتعرضوا لحرمهم، فانقطعت عنهم الموارد وكثر الخوف في البلاد وغلت الاسعار، وعدمت الاقوات في فاس واعمالها ايام الفتوح بن ذو ناس ومن بعده حتى بيعت اوقية الدقيق بدرهم " اهـ. باختصار.
ولم تكن حال الاندلس أحسن من حال المغرب الزناتي. فان البربر الذين استوطنوها ايام بني امية أصبحوا يعملون للفوضى ورؤساء العرب اقتسموا ولايتها وتخاذلوا امام اعدائم المسيحيين.
فقويت شوكة الاسبان وشجعوا لابتلاع الاندلس.
أثناء هذه الظروف الحرجة ظهرت بالصحراء دولة المرابطين وانتشرت انباء عدلها ورففقا بالرعية. فكاتبهم علماء المغرب يستحثونهم لانقاذه من عسف زناتة. ثم راسلهم عقلاء الاندلس لصد غارات