ومرؤوسه والقبيلة وحليفتها. فاختلفت الآراء. وانحلت الروابط. وانطوت الصدور على الضغائن. واستحكمت النفرة بين القبائل. وظن أفلح أنه أفلح في سياسته. ولكنه ترك لمن بعده تراثا سيئا. فان سيادة تبنى على الدسائس لا بد ان ينهار صرحها لاول ضعف يبدو في الدولة. وهذا ما وقع بعد أفلح. فقد كانت أيامه خاتمة شباب الدولة وسياسته علة ضعفها.
[٨ - الايمة الرستميون]
مبدأ الخوارج أن الامامة لا تنحصر في أسرة معينة. ولكن امامة تيهرت انحصرت في بني رستم. ولعل سبب ذلك المنافسة البربرية والسياسة الرستمية. فان منافسة البربر بعضهم لبعض أشد من منافستهم لاجنبي عنهم. فلو انتقلت الامامة الى قبيلة منهم لرامت الاستئثار بها ونازعتها بقية القبائل. والرستميون كانوا يقربون اليهم النقوسيين الاجانب مثلهم من المملكة ثقة بعدم مزاحمتهم لهم لفقد عصبيتهم.
- عبد الرحمن بن رستم ١٤٤ - ٦٨ هـ ٧٦١ - ٨٤ م
لا خلاف أنه فارسي. ونسب البكري رستما الى بهرام بن ذو شرار بن سابور بن بابكان بن سابور ذي الاكتاف الملك الفارسي. فيكون عبد الرحمن من سلالة الملك. وجعله ابن خلدون من ولد رستم امير الفرس يوم القادسية. وهو ليس من بيت الملك بل هو أرمني.
بويع عبد الرحمن أولا بالامارة ثم بالامامة سنة ٦٠ بمد وفاة امامهم أي حاتم، وقدموه لانه لا قبيلة له تحميه اذا جار. وكان عالما زاهدا متواضعا. يجلس في المسجد للارملة والضعيف. قال ابن