رجع الامير يحي الى قومه بعبد الله بن يس. فأخذ يعلمهم الدين ويأمرهم بالمعروف ويناهم عن المنكر. فثقل عليهم أمره. فهجروه. واعرضوا عن ارشاده. فعزم عبد الله على الذهاب الى السودان. ولكن الامير يحي نبذ امارته وتمسك به واشار عليه بالانعزال في ربوة يحيط بها وادي النيل. فقبل اشارته وذهب هو والامير يحي وسبعة من قدالة الى تلك الربوة. فبنوا بها رابطة للعبادة واخذ الناس يلتحقون بهم حتى اجتمع بها من اشراف صنهاجة نحو ألف رجل ففقههم عبد الله في دينهم. وسماهم المرابطين للزومهم رابطته. ثم أمرهم بالذهاب إلى قومهم لانذارهم ففعلوا. ولكن لم يجدوا أذنا صاغية وقلبا رقيقا.
وفي صفر سنة ٤٣٤ رفع المرابطون سلاحهم على كل مسلم لم يمتثل أوامر دينه. فحاربوا قدالة ثم لمتونة ثم مسوفة. فاستقاموا على نهج الكتاب والسنة. وتوفي الامير يحي بن ابراهيم القدالي.
فخلفه الامير يحي بن عمر بن ابراهيم اللمتوني ثم أخوه أبو بكر ثم ابن عمهما امير المسلمين يوسف بن تاشفين بن ابراهيم. وهكذا تأسست دولة المرابطين.
وتوفي عبد الله بن يس شهيدا في قتال برغواطة يوم الاحد الرابع والعشرين لجمادى الاولى سنة ٥٤١ ودفن هناك. وبني عليه مسجد. وكان متحريا لاكل الحلال. وله فتاوي شاذة ونوادر تدل على شدته في الحق وحسن اعتقاد المرابطين فيه وقوة انقيادهم له.
واوصاهم عند احتضاره بالاتحاد والتعاون على الحق ونبذ الخلاف والتحاسد على الرئاسة.
[٣ - المرابطون بتلمسان]
في سنة ٤٧٢ بعث يوسف بن تاشفين قائده مزدلي لغزو تلمسان،