كان اسحق الاوربي أمير قومه. ولما نزل عليه أدريس عرفه بنفسه وكاشفه بسره وانه يريد أن يؤسس للطالبيين بالمغرب ما عجزوا عليه بالمشرق. فاجابه اسحق الى ما أراد. ولما كان شهر رمضان جمع عشيرته وعرفهم بادريس. وقرر لهم علمه وفضله ودينه. وعرض عليهم مبايعته، فاجابوه وبايعوه على السمع والطاعة والقيام بأمره والاقتداء به في صلواتهم وغزواتهم. وبعد البيعة قام ادريس خطيبا. فقال:"ايها الناس لا تمدن الاعناق الى غيرنا فان الذي تجدونه من الحق عندنا لا تجدونه عند غيرنا".
بايعت أوربه وتلتها مغيلة وصدينة من بني فاتن. ثم وفدت عليه للبيعة قبائل زواغة وغياثة ومكناسة وغمارة في قبائل أخر من زناتة وغيرهم، فلم يلبث أن جهز الجيوش من أوربة وزناتةْ وهوارة وصنهاجة وغيرها. وقصد بها تامسنا وتادلا من البلاد الواقعة جنوب وليلي الى ناحية المحيط الغربي. وكان أكثر أهلها على اليهودية والمسيحية والوثنية. والاسلام فيهم قليل. فغزاهم ادريس وفتح حصونهم فاسلموا جميعا. وعاد مؤيدا منصورا فدخل وليلي اواخر ذي الحجة من سنة ١٧٢.
بينما كان ادريس يخشى أقل الناس ان يعرف مكانه فينم به الى أي وال عباسي فيريق دمه اذا به يؤسس دولة في غير وطنه ويغزو في غير قومه. كل ذلك كان في ظرف أشهر!
لقد فر قبله من بني العباس عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الاموي. ونزل الاندلس. ولم يقف عند حد الامن على حياته بل كون تلك الدولة الراقية التي أضاءت على أروبا ثم غربت في حمئة حضارتها. ودعاه ابر جعفر المنصور "صقر قريش" وامره - وان كان