ويجاور هذه الدولة غربا ممالك زناتة الخاضعة لها، فلما غلب عليها المرابطون طمعوا في بقية المملكة الحمادية. وبعد حروب اعترفت الدولتان بعضهما ببعض. وتم بينهما تقرير الحدود في جو ودادي، ولم تزالا على ودادهما إلى أن ظهر الموحدون فقضت المصلحة باتحادهما حربيا.
ويجاورها شرقا دولة آل باديس وقد اعترف حماد بخضوعه للمعز لما تغلب عليه، ولم تزل هذه الدولة تحاول الاستقلال والمعز يخضعها حتى جاء الهلاليون واضعفوا دولة المعز وبنيه، فاعلن القائد ابن حماد الاستقلال، ثم اختلفت ايام الدولتين الشقيقتين سلما وحربا، وكان الظفر غالبا لآل حماد، واذا اصطلحوا فربما يؤكدون الصلح بالمصاهرة. ولكن لم يدم بينهم سلم حتى انقضت ايامهم.
وكان لبني حماد عمائم هي تيجان ملوكهم. قال صاحب الاستبصار ما لفظه. " وكان لملوك صنهاجة عمائم شرب مذهبة، يغلون في أثمانها. تساوي العمامة خمسمائة دينار وستمائة دينار وازيد.
وكانوا يعممونها باتقن صنعة. فتأتي كأنها تاج وكان ببلادهم صناع لذلك. يأخذ الصانع على تعميم عمامة منها دينارين وازيد وكانت لهم قوالب من عود في حوانيتهم يسمونها الرؤس. يعممون عليها تلك العمائم" اهـ.
ذكر هذا بمعد ذكر وقعة سبيبة التي انهنرم فيها الناصر وسلم عمامته وراية لاخيه.
[٥ - ملوك الدولة الحمادية]
كان ملوك هذه الدولة الى البداوة اقرب لانهم انشأوا الملك انشاء. ولم تدع لهم ثورات زناتة وغيرهم سبيلا الى الترف بل