تاشفين الى المنصور، وانكبت على رجليه تستعطفه وتذكره صلة الرحم الصنهاجية لرفع محنة الجند عن البلد، فاكرم المنصور مقدمها وكف جنوده عن الفساد، وخرج من الغد قافلا بهم الى حضرته، وانعقدت السلم بينه وبين المرابطين. وعزل يوسف بن تاشفين امره بتلمسان تاشفين بن تينعمر ترضية للمنصور.
نزل المنصور بعد قفوله بالقلعة واثخن في زناتة بنواحي الزاب والمغرب الاوسط، ثم عاد الى بجاية، فمات بعد اشهر، ولما ولي العزيز صالح زناتة، وتزوج ابنة ماخوخ.
لما كف الحماديون عن بني ومانو وبني يلومي تذكروا ضغائنهم، وعادوا الى العداء. فكانت بينهم حروب. هلك في بعضها ماخوخ.
فخلفه بنوه تاشفين وعلي وابو بكر. وكان بنو عبد الواد وتوجين وبنو راشد وبنو ورسيفان مددا لبني يلومي. وربما مادهم ايضا بنو مرين. ولم يزالوا في فتنتهم حتى جاء الموحدون.
[٨ - الحماديون والمسيحيون]
عرف المغرب في هذا العصر البربري من أمم أروبا المسيحية أمة النرمان واصل هذه اللفظة نرثمن. ومعناهما رجال الشمال. وهم من النرويج والدانمارك. انتشروا في شرق أروبا. وانتقلوا أيام شرلمان الى الغرب وسكنوا حوالي الاودية الفرنسية. واستقروا سنة ٢٩٩ (٩١١ م) بنرمنديا احدى كور فرنسا.
وكانت القرصنة بالبحر أهم أعمالهم. وهجموا على الاندلس من ناحية اشبونة سنة ٢٢٩ وتكرر اجلابهم على الثغور وبلغوا سنة ٢٤٥ بلد نكور من سواحل المغرب.
ولم مجن للنرمان قبل بالاساطيل العربية حتى جاء الهلاليون