وعلى هذه الرواية يكون شمال أفريقية اقدم عمارة من جنوب أورربا، لان أبناء قطوبال لا شك انهم مروا بمصر- حسبما هدت اليه الآثار- ثم نزلوا أفريقية الشمالية. وقد كان البحر الرومي - اذ ذاك- قليل الماء ومتصلا باوربا من جهة صقلية ومضيق جبل طارق. (وقد ذكروا ان الذي حفر بوغار جبل طارق هو هرقول وقيل الاسكند ر)(١).
والاول اصح فان هرقول متقدم الزمن جدا. اما الاسكندر فمن المحقق ان الفينيقيين- وهم اقدم منه- اجتازوا الى الاندلس في سفن (اواخر الالف الثاني قبل الميلاد) فانتقل بعض أبناء قطوبال من أفريقيا الى جنوب أوربا برا- اذ لا سفن لهم في ذلك الحين- سالكين تينك السبيلين. وسنقف على الآثار المؤيدة لهذا الرأي.
[٢ - آثار قدماء الجزائر]
عثر الباحثون في الوطن الجزائري على آثار لاهل العصر الحجري، وهي اما منازل لاحيائهم، واما قبور لموتاهم. واما آلات لحياتهم من مصنوعاتهم واما اشياء من مقتنياتهم.
١ - المنازل: أما المنازل فقد وجدت آثارها بالاماكن المرتفعة والكهوف على مقربة من العيون والاودية. وعلة نزول الهضاب والكهوف التمكن من حماية انفسهم من الحيوانات الضارية، والامتناع من الاعداء الهاجمين. وحكمة الاقتراب من الماء البارز على سطح الارض سهولة التزود منه، لبساطة حياتهم وقلة اختبارهم للطبيعة.
ومن المنازلى المكتشفة منزل قرب معسكر ومنازل اخرى بجهات وهران، الجزائر، سعيدة، عين مليلة، سطيف، العين البيضاء، تبسة.