دينية. ولكن الفرق بينهما كالفرق بين مؤسيسهما عبد الله بن ويس وابن تومرت فلم يكن عبد الله بن ويس في علم ابن تومرت ولا دهائه ولكن كان أطهر منه عقيدة وأصفى سريرة. ولم تكن دولة المرابطين في قوة دولة الموحدين ولا حسن ادارتها ولا اتساع معارفها ولكن كانت أعف عن الدماء وارفق بالرعية.
[٢ - تأسيس الدولة الموحدية المؤمنية]
ابن تومرت هو مؤسس هذه الدولة وكان يؤثر من اتباعه عشرة ويقرب من بينهم عبد المؤمن بن علي الكومي. فلما توفي قدم العشرة من بينهم ابا علي عمر الصنهاجي. وبعد أيام سلمها لعبد المؤمن قائلا أنه الذي أشار به المهدي. فبايعوه سرا. وكتموا موت المهدي عن العامة وموهوا عليهم بانه مريض وصار عبد المؤمن يتقدم اليهم بالاوامر على لسان المهدي حتى ركنوا اليه فأعلنوا بيعته للعامة سنة ٢٦ واختاروه لغربته فيهم فهو أقرب الى العدل.
حكى ابن أبي زرع انه لما مات المهدي تشوق كل واحد من العشرة الى الخلافة، وكانوا من قبائل شتى، فتنافسوا وتحاسدوا ثم تآمروا. وخافوا افتراق الكلمة فاتفقوا على عبد المؤمن لكونه غريبا بينهم مع ما كانوا يرونه من ميل المهدي اليه اهـ.
أخذ عبد المؤمن في فتح المغرب. ففتحه في ثلاث كرات:
الاولى فتح فيها مغرب المرابطين وأقام محاربا لهم سبع سنوات ومسكنه الجبال وطاولهم هذه المدة كلها ليحفط بها قوة رجاله ويضعف الدولة بكثرة النفقات وقلة ما تقبضه من المغارم حتى تختل طاعة الجند وتسأم الرعية، وذلك ما وقع.