ولما استتب الامر للموحدين نزعت اليهم زغبة ونزلت مع بني بادين من زناتة قبلة المغرب الاوسط من مزاب الى جبل راشد.
واتحدوا على دفاع ابن غانية الميورقي. قال ابن خلدون:"وانعقد بينهم حلف على الجوار والذب عن الاوطان وحمايتها من معرة العدو في اهتبال غرتها وانتهاز الفرصة فيها. واقامت زغبة في القفار. وبنو بادين بالتلول والضواحي" اهـ.
ولما ضعفت الدولة الموحدية المؤمنية ونشأت دولتا بني زيان وبني مرين احتاجت الدولتان الى العرب لتعزيز سيادتهما. فدخل الهلاليون واحلافهم شمال المغرب الاوسط من عمالة وهران.
وهكذا تم للعرب استيطان الجزائر بالرهبة من سيوفهم أولا وبالرغبة فيها أخيرا. فاقطع لهم ملوك البربر الاقطاعات وأجزلوا لامرائهم الصلات. وأضيفت افريقية الشمالية الى جزيرة العرب جنسيا بعد ما تبعتها دينيا وسياسيا.
[٤ - نتائج النزوح الهلالي]
ارسل الفاطميون الهلاليين على المغرب انتقاما من المعز ودوله صنهاجة الشرقية فنزحوا اليه لا حبا في نصرة الفاطميين ولا بغضا في صنهاجة. ولكن طلبا للرزق بالتقلب في بواديه بين الصحراء والتل.
ولما دخلت رياح افريقية لم تبدأ بالشر حتى كان ما كان من قبض المعز على أسرة أميرها مؤنس. فحمل بسوء سياسته العرب على تنفيذ ما رسم لهم الفاطميون من تملك المناطق المعينة لهم.
كان عدد من أجاز النيل من رياح وزعبة وعدي يربو على ألف ألف نفس. المقاتلة منهم نحو خمسين ألفا وسلاحهم سيف ورمح