الفضل بن ابي يزيد ومعيد بن خزر في جمع عظيم. فهزمهم زيري بن مناد. ثم نزل الفضل من اوراس. وحاصر باغاية. فقتله غدرا باطيط بن يعلى الزناتي في ذي القعدة سنة ٣٦ ثم زحف يزيد بن أبي يزيد الى باغاية ايضا. فهزم عنها. وكان اخوه ايوب وفد على عبد الرحمن الناصر مستنجدا. وعاد إلى أوراس. فاغتاله عبد الله بن بكار اليفرني. ثم قبض على معبد بن خزر. فقتل سنة ٤١.
وبقيت هوارة اوراس على ثورتها. فجهز لها المعز بن المنصور بلقين بن زيري. وجمعوا له بسفح غزالة قريبا من باغاية. فهومهم.
وتشتتوا في بلاد الزاب. وبلغ فلهم بلاد السودان. وولى المعز على باغاية مولاه قيصر الصقلي فكان له غناء في تمهيد تلك الجهات. سبب له دالة على العز. فقتله سنة ٣٤٩.
وفي سنة ٣٥٨ ثار بالجريد ابو خزر الزناتي من الاباضية الوهبية. ودعا للناصر الاموي. وحاصر باغاية وامتدت ثورته بالزاب ووادي ريز وورقلة. فخرج اليه المعز نفسه. وشتت جموعه. فلحق بجبل نفوسة. وهكذا شقي العبيديون بجبل أوراس كما شقوا بتيهرت. واصبح تاريخهم بالمغرب حربيا خرابيا أكثر منه مدنيا عمرانيا.
[٧ - الجزائر بين العبيديين والامويين]
كانت الامارات المستبدة على دار الخلافة تكبر أمر الخلافة فلا تدعيها. ولم يجرؤ عليها غير الخوارج وفي بداية القرن الرابع ادعاها عبيد الله المهدي بالمغرب ثم عبد الرحمن الناصر بالاندلس.
وكان سلفه مكتفين باندلسهم. ولهم علاقات تجارية بسواحل المغرب. وفي سنة ٢٩٠ أسست طائفة من تجارهم وهران واقاموا بها الدعوة الأموية.