كان علي بن يحي المسوفي مقربا لدى يوسف بن تاشفين أمير المرابطين. فزوجه امرأة من أهل بيته تسمى غانية. فولدت له محمدا ويحي. وعقد علي بن يوسف لمحمد على الجزائر الشرقية سنة ٥٢٠ فنزل ميورقة. ولما هلك خلفه ابنه اسحق. وسقطت أيامه دولة المرابطين. ووفدت عليه فلولهم. فاحسن اليهم. وغني بالغزو.
واستمر على الدعاء لبني العباس. واغفل الموحدون شأنه. واستشهد سنة ٥٧٩ وترك ابناء منهم علي خليفته من بعده ويحي. وفي ربيع الاخير من هذه السنة استشهد بالاندلس أمير الموحدين يوسف بن عبد المؤمن.
هنالك أراد أبناء غانية احياء دولة المرابطين بالمغرب واعادة الدعوى العباسية اليه. واتفق معهم أهل بجاية من الحماديين وغيرهم على دلك. وظنوا كلمة الموحدين تختلف فيمن يخلف يوسف لكثرة ابناء عبد المؤمن ولعل في المصامدة من يدعو الى نفسه. وأمير الجزائر الشرقية من ابناء غانية يومئذ علي بن اسحق المعروف بالميورقي لكونه يقطن ميورقة. وما زال لفظ الميورقي معروفا لدى العوام ببعض جهاتنا الجنوبية الا انهم يقولون المورقي بحذف الياء.
خرج علي بن اسحق من ميورقة في اثنتين وثلاثين قطعة ومعه بعض اخوته منهم يحي. وحمل اسطوله نحو مائتي فارس من الملثمين وأربعة آلاف راجل. فأرسى على بجاية يوم الجمعة من شعبان سنة ٥٨٠ ودخلها وقت الصلاة من غير قتال. والناس آمنون. ووالي المدينة السيد سليمان بن عبد الله خارجها بايميلول. ولم يترك بها حامية للامن من طروق العدو.
لما دخل علي بن اسحق قصد الجامع الاعظم وأدار به الخيل