كان أبو تاشفين الاول يكثر الاغارة على الممالك الحفصية ويحاول فتح بجاية. فخشيت مرين عاقبة تغلبه على الحفصيين. واوفد ابو يحي ابو بكر الحفصي وفد على أبي سعيد المريني مستغيثا سنة ٧٣٠ فتظاهرا على أبي تاشفين. وأحكما التظاهر بالتصاهر. وعزما على استئصال دولة عبد الواد. ومات أبو سعيد دون أمنية. وخلفه ابنه أبو الحسن فخاطب ابا تاشفين في الرجوع الى حدود مملكته القديمة وتسليم ما تغلب عليه لصاحب تونس. فأبى ونهض ابو الحسن الى تلمسان. فجاوزها الى تسالة. ونزل هنالك في شعبان سنة ٣٢ واغارت أساطيله على السواحل. وارسل الى أبي يحي في الملاقاة وجمع قوة الدولتين على فتح تلمسان. فاسترجع ابو يحي ممالكه ولم يتقدم إلى تلمسان. واثار أبو تاشفين ابا علي أمير سجلماسة على أخيه الحسن. فارتحل ابو الحسن لاطفاء ثورته.
وفي سنة ٣٥ عاد ابو الحسن الى تلمسان. فحاصر وجدة.
واستولى على ندرومة وهنين. ونزل تسالة وبايعته توجين ومغراوة وانبثت سراياه في الجهات. فاخضعت له سنة ٣٦ وهران وتنس ومليانة والجزائر ولمدية ووانشريس وشلف وسائر المغرب الاوسط. فولى بها العمال. وتوجه لحصار تلمسان. فخندق على معسكره وابتنى المنصورة لسكناه وسكنى جيوشه. وبعد وقائع تمكن من فتح تلمسان. فدخلها في رمضاتن سنة ٣٧ ونزل بالجامع. وقبض أيدي الجند عن الفساد ورفع القتل عن بني عبد الواد. واستلحقهم بجيشه.
وابقاهم على مراتبهم. وفرض لهم العطاء. فاذعنوا وصدورهم تكاد تميز من الحقد.
وبلغ أبا الحسن ان ابا يحيى وافد عليه للتهنئة. فلاقاه سنة ٣٨