كان ملوك بني زيان أولي حزم وضبط متى رأوا بأحد من اقربائهم مخايل المزاحمة في الدولة أشخصوه الى الاندلس ليشتغل بالجهاد ويستريحوا من فتنته.
وفي سنة ٧١٤ نزل ابو حمو الاول بوادي تهل موافقا لمغراوة.
وترك ابنه ابا تاشفين على تلمسان وسرح للغارة على بلاد الحفصيين محمد بن يوسف بن يغمراسن قائد مليانة في قواد آخرين منهم موسى ابن على الكردي ومسعود بن ابراهيم بن يغمراسن. فتفرقوا في البلاد. واجتمعوا بظاهر بونة. ثم قفلوا. فتنافسوا، وتنازعوا.
وسبق الكردي الى ابي حمو. فاغراه بابن عمه محمد بن يوسف وبقي مسعود بن ابراهيم محاصرا لبجاية.
ولما بلغ محمد بن يوسف وادي تهل عزله السلطان، فسأله زيارة ابن أخته ابي تاشفين، فأذن له، وكتب الى ابنه بالقبض عليه، فابى، وعاد محمد بن يوسف الى السلطان، فأهانه، فخشي على نفسه وفر الى لمدية، فاعتقله عاملها يوسف بن حسن التوجيني، ولكن قومه اشربوا في قلوبهم الفتنة، فحملوه على بيعته وخرجوا فيمن انضم اليهم من العرب، فهزموا ابا حمو الى تلمسان.
ونزل محمد بن يوسف مليانة. واجتمعت اليه توجين ومغراوة، وعاد اليه ابو حمو واستقدم مسعود ابن عمه ابراهيم من حصار بجاية، فترك محمد بن يوسف بمليانة يوسف بن حسن، ولقي مسعودا بمتيجة. فانهزم الى جبل موصاية وحاصره مسعود به أياما. ثم لحق بابي حمو وهو محاصر مليانة. فدخلها عنوة ثم فتح لمدية. وقفل الى تلمسان. وعاد سنة ١٧ لتمهيد مغراوة وتوجين، وترك بلمدية