كانت قبيلة عوف بن سليم تجاور رياحا على حدود عمالة قسنطينة، وتبلغ ناجعتها نواحي بونة، ولها بطنان هما مرداس وعلاق، ومن علاق حصن ويحي ومن حصن حكيم وبنو عدي، ومن يحي العكوب، ومن العكوب أولاد مهلهل وأولاد ابي الليل، ومن أولاد ابي الليل الاعشاش.
وكان ابو زكرياء الحفصي اصطنع عوفا على رياح فاخرجتهم الى عمالة قسنطينة، وجازتها الدولة على ذلك بالتضريب في بطونها، حتى لا يستبدوا عليها فكان المغلوبون من عوف ينزلون على رياح للاجلاب على الدولة، واستقرت رئاسة عوف في أولاد مهلهل وأولاد أبي الليل، وتنازعوا أمرهم بينهم وأصبح حال الدولة بينهم حال القائل: رضى هذا يحرك سخط هدي.
وحكيم كانوا يحالفون تارة أولاد مهلهل وأخرى أقتالهم، واشتهر من شيوح حكيم أبو زيد بن عمر بن يعقوب وابنه خليفة ومحمد ابن مسكين وخليفة ابن أخيه، وكان منهم أول القرن التاسع الشيخ المرابط أحمد إن أبي صعنونة بن عبد الله بن مسكين.
وكان بمقرة بيوت من دباب ومرداس، أوقع بهم المستنصر سنة ٦٥١ واعتقل منهم بالمهدية رحاب بن محمود وابنه في آخرين.
وأقطع الحفصيون كرفة بادس والزاب الشرقي وجباية أوراس الشرقي، ليوقعوا رياحا بين نارين، فلم تفعل كرفة أكثر من المحافظة على اقطاعها، ولم يجدوا في بقيه بطون الاثبج من يقدر على مقاومة رياح، وإن بقيت في بعضهم رئاسة.
قال ابن خلدون: "ورئاسة أولاد وشاح من دريد لعهدنا منقسمة