اذا كان الكثير من الكتاب مولعين بطلب تقريظ كتبهم من إخوانهم لحمل عوام القراء على استحسانها فإني في صف القليل منهم الذين يكلون إلى القارئ الحكم فيما قدموه له من غير شرط عالمية ولا إنصاف.
فلكل أن يقول فيما كتبناه ما شاء. والأيام هي التي ستنخل ما يقولون، وتميز جيد القول من رديئه.
وإذا كان عظماء كل أمة هم المكونين لتاريخها فالواجب أن لا نهمل نظراتهم فيما هو من نتائج حياة أمثالهم. وكتابنا هذا من نتائج حياة عظماء الأمتين العربية والبربرية فلا غرو إذ أثبتنا نظرة عظيم من عظماء جيلنا فيه مع تمسكنا بمبدأنا في التقاريظ.
كتب إلينا الأستاذ الجليل عبد الجميد بن باديس أحد شيوخنا وزعيم نهضتنا بنظرة في كتابنا. وهذا نص رسالته:
ــ
((حصن الماء)) مساء الثلاناء ١٥/ ١/ ١٣٤٧
الحمد لله
أخي مبارك!
سلام ورحمة، حياك الله تحية من علم وعمل وعلم، وقفت على الجزء الأول من كتابك ـ[تاريخ الجزائر في القديم والحديث]ـ فقلت لو سميته ـ[«حياة الجزائر»]ـ لكان بذلك خليقا. فهو أول كتاب صور