وهكذا أحسن حماد الدفاع عن ممالكه حتى أورث عقبه ملكا نافسوا به بني عمهم أصحاب افريقية. وأصبحوا أقوى منهم واملك للباس. ولكن بني باديس كانوا ارقى حضارة واقعد بالسياسة.
وانما تأسست الدولة الحمادية باقتحام الاخطار ومساعدة الاقدار.
[٣ - المملكة الحمادية]
تمتد المملكة الحمادية غربا الى فاس، وبهذه الناحية امارة بني يعلي بتلمسان ونواحي وهران وحكومة بني زيري بن عطية بفاس، وأغلب سكانها زناتة فكان الحماديون يترددون بجيوشهم عليها تسكينا للثورات او اقتضاء للمغارم.
وفي سنة ٤٣٠ زحف حمامة بن زيري بن عطية امير فاس الى القائد بن حماد. فتقاتلا. وسرب القائد الاموال في زناتة. فوهن حمامة. وبذل طاعته للقائد. ثم ظهرت دولة المرابطين. فخرج بلقين بن محمد بن حماد سنة ٤٥٤ للقاء يوسف بن تاشفين الذي ظهر بوطن المصامدة. فاجلاه الى الصحراء. وردد غاراته بالمغرب. واحتمل من اكابر فاس واشرافها رهائن على الطاعة.
ثم عظمت شوكة المرابطين. فاستوالوا على امارات زناتة وتقدموا الى الجزائر واشير. فدافعهم الحماديون. ثم اصطلحوا. واستقرت الحدود بين المملكتين. قال صاحب المعجب:
"وكان يحي آخر الملوك الحماديين يملك بجاية واعمالها الى موضع يعرف بسيوسيرات وهذا الموضع هو الحد فيما بينه وبين لمتوتة". وأعاد ذكر هذا الموضع بهذا اللفظ، وقال بينه وبين بجاية قريب من تسع مراحل. وذكره ابن خلدون في مواطن بني يلومي بلفط سبدو سيرات. وهذا الموضع غربي نهر مينة الى سهل سيق.