الدولة الاغلبية مرتبطة بالدولة العباسية وجزء من أجزائها. تستمد من أنظمتها ومعارفها وحضارتها. فلا بد من كلمة عن الدولة العباسية تعيننا بعض الاعانة على تصور الدولة الاغلبية.
بعد عراك شديد بين الامويين والعباسيين ظهر العباسيون. وبويع بالكوفة ابو العباس السفاح بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطالب. وذلك سنة ١٣٢ (٧٥٠ م) وجاء بعده أخوه المنصور. فأسس بغداد سنة ١٤٥ (٧٦٢ م) وانتقل مركز الخلافة اليها فلم تزل دار الخلافة العباسية وقبلة آمال رواد المعارف ومصدر الحضارة الاسلامية حتى استولى عليها التتر وقتلوا المستعصم آخر خلفاء العباسيين بها سنة ٦٥٦ (١٢٥٨).
اجتازت الخلافة ببغداد ثلاثة أدوار: دور الصعود والعظمة (١٣٢ - ٢٤٧) انتهى بقتل جعفر المتوكل سنة ٢٤٧، دور الهبوط الى دخول معز الدولة بن بويه بغداد على عهد المستكفي سنة ٣٣٤ حيث قضى على ما بقي للخلفاء من نفوذ سياسي، ويومئذ دخلت الخلافة دورا ثالثا أصبحت فيه عبارة عن ذكر الخليفة في السكة والخطبة. وقالوا أنها صارت رئاسة دينية. ولكنها - عندي- رئاسة وهمية اخترعها السلاطين المتغلبون على الخلافة تعزيزا لمركزهم لا تقوية للخلافة اذ حياة الخليفة في هذا الدور تحت رحمة السلاطين. فكيف يعقل له نفوذ ديني؟
وقد تأسست الدولة الاغلبية في شباب الدور الاول حيث عني