اشقى مراد اذا عدت قبائلها ... وأخسر الناس عند الله ميزانا
كعاقر الناقة الاولى التي جلبت ... على ثمود بارض الحجر خسرانا
قد كان يخبرهم ان سوف يخضبها ... قبل المنية أزمانا فأزمانا
فلا عفا الله عنه ما تحمله ... ولا سقى قبر عمران بن حطانا
لقوله في شقي ظل مجترما ... ونال ما ناله ظلما وعدوانا
"يا ضربة من تقي ما أراد بها ... الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا"
بل ضربة من ذوي أورثته لظا ... مخلدا قد اتى الرحمن غضبانا
كانه لم يرد قصدا بضربته ... الا ليصلى عذاب الخلد نيرانا
ومما روى له التنسي في الدار والعقيان قوله:
تبارك من ساس الامور بعلمه ... وذل له أهل السموات والارض
ومن قسم الارزاق بين عباده ... وفضل بعض الناس فيها على بعض
فمن ظن ان الحرص فيها يزيده ... فقولوا له يزداد في الطول والعرض
وشعره كثير تناقله الرواة شرقا وغربا. ومنه قطع مبعثرة في بطون الكتب يحتاج في جمعها الى عناية أدبية وغيرة قومية. وحسبنا اداء لحق هذا الشاعر المجيد والمحدث الثقة أن افردناه بالكلام ونبهنا على فضله.
[١٢ - الحروب والفتن]
قامت الدولة الرستمية على جهود البربر الثائرين على حكومة القيروان، فلم ترق دماء في سبيل تأسيسها. ولم تجاهد كغيرها