لاعلاء كلمة الاسلام لعدم مجاورة الكفار لها. على ان الخوارج انما يعنون بالثورة على الحكومات الاسلامية، ويرون ملوكها جائرين على الاطلاق.
جاورها الادارسة ولم نعلم من حال هذا الجوار غير ما ذكره ابن خلدون في قوله:"حارب بني رستم جيرانهم من مغراوة وبني يفرن على الدخول في طاعة الادارسة لما ملكوا تلمسان، واخذت بها زناتة من لدن ثلاث وسبعين ومائة فامتنعوا عليهم سائر أيامهم".
وجاورها أمراء القيروان. فلم نعلم عن هذا الجوار غير زحف عبد الرحمن لحصار طبنة فانه نزل تهودا. فلها انجلى الحصار عن عمر بن حفص انفذ جيشا لعبد الرحمن هزمه الى تيهرت. ثم كانت المهادنة ايام روح. وجاءت الدولة الاغلبية. فلم نعلم حدوث شيء بينهما في الجزائر غير تأسيس مدينة العباسية واخراجها. هذا كل ما نعلم عن الحالة الخارجية للدولة الرستمية.
اما الحالة الداخلية فالحرب فيها أغلب من السلم. ذلك ان الحكومة لم تتمكن من بسط نفوذها في المملكة على ضيق رقعتها. فالقبائل مستقلة تحت امراء منهم. وليس ثم من وحدة سياسية ولا دينية. والحكومة اجنبية لا ثقة لها بالامة. وتتساهل لذلك في اتهامهم بالافتراء عليها. فنشأت الفتن من ضعف الحكومة وسوء ظنها بالامة.
أول ما حدث فتنة يزيد بن فندين اليفرني، وسببها ان عبد الرحمن بن رستم لما احتضر ترك الامر شورى بين سبعة منهم ابنه عبد الوهاب وابن فندين. فاسندت الامامة لعبد الوهاب. وابى ابن فندين من البيعة الا بشرط تأسيس مجلس من الاعيان يخضع له الامام. فرفض اقتراحه. وسخطته الحكومة. فلم يصبر لهذه الاهانة وهو ذو عصبية. فأعلن الثورة.