وبعد وقائع كاد ابن فندين ينتصر. فطلب عبد الوهاب هدنة للنظر في شرطه وعرضه على اباضية المشرق ليفتوا فيه. فاجابه لذلك. وربح عبد الوهاب الوقت لجمع قوته ونشر دعايته بالمشرق واحسن الخروج من المأزق.
أدرك ابن فندين مكيدة خصمه. فأعاد الحرب قبل ورود فتوى المشارقة. فدارت عليه الدائرة. وقتله أفلح بن عبد الوهاب. وتفرق جمعه. وبعد مدة ثأروا لصاحبهم من ميمون بن عبد الوهاب. فقتلوه. وعادت الحرب ثالثة. وانجلت بانتصار عبد الوهاب.
فتح ابن فندين باب الحديث في الامامة وشروطها. فاتخذها أرباب المذاهب الاخر سلما للخروج عن طاعة الامام الاباضي. فأعلنت الواصلية ثورتها. وقصدت فيمن انضم اليها تيهرت. وكانت وقائع أشد من الاولى. والتجأ عبد الوهاب لطلب الهدنة. وبعد ان انعقدت استنجد نفوسة طرابلس. فبلغته نجدتهم وعادت الحرب وانجلت بانتصار عبد الوهاب كأول مرة.
وتقدم في الفصل السادس ما كان من انكار بعض الناس لعمال عبد الوهاب وثورتهم. وانتهت بانهزامهم.
وكان أمير هوارة خطب بنت شيخ لواتة. فأشير على عبد الوهاب بمصاهرة لواتة حتى تتحد مع هوارة. فخطب تلك البنت. وتزوجها. فوقعت بين الرستميين وهوارة حرب على نهر اسلان. وتعددت المعارك. ثم انهزمت هوارة.
وكان ابو بكر بن أفلح قد صاهر من أعيان المدينة رجلا يدعى محمد بن عرفة. وفوض اليه أمر الحكومة. فنفس عليه وجاهته بطانة الامام. وزينوا له اغتياله. فأرسل اليه ليخرج معه الى منتزه له يعرف بجنان الامير. ولما قاما الى صلاة المغرب طعن خادم ابي