الاسبان عنهم. فخرجوا من صحرائهم تلبية لصوت الواجب.
واستولوا على سجلماسة سنة ٤٤٧ وعلى اغمات وتادلا سنة ٤٩ وعلى فاس سنة ٦٢ ثم أجازوا الى الاندلس وكفوا عادية الاسبان عنها وجمعوا شملها بالقضاء على ملوك الطوائف.
أصبحت مملكة المرابطين تشمل الصحراء الى حدود السودان والمغرب الزناتي والاندلس من شرقها الى غربها. وكانت مدريد ولشبونة عاصمتا الاسبان والبرتغال اليوم من مدنهم البسيطة.
وفي سنة ٤٥٤ أسس المرابطون عاصمة دولتهم مدينة مراكش على مقربة من وطنهم الصحراوي وفي سفح جبال درن وطن منافسيهم المصامدة. واتسعت خطتها باتساع المملكة وعظم عمرانها، فلم تزل عاصمتهم حتى انقضى أمرهم.
[٢ - المرابطون]
كان من صنهاجة اللثامية ملوك كبار بالصحراء. منهم الامير يحي بن ابراهيم القدالي: ذهب حاجا سنة ٤٢٧ ولما عاد من نسكه اجتمع في القيروان بابي عمران الفاسي المالكي. وعرفه بجهل قومه ورغب منه ان يوجه معه بعض تلاميذه لبث حقائق الدين بوطنه.
فكتب له ابو عمران رسالة الى تلميذه وقاق بن زلو اللمطي السوسي ليرسل بعض تلاميذه مع الامير يحي. وكان الشيخ وقاق بمدينة نفيس من أرض المصامدة يدرس العلم في رابطة له.
بلغ الامير يحي نفيس سنة ٤٣٠ وسلم الرسالة للشيخ وقاق.
فعرضها على تلاميذه فانتدب منهم لصحبة الامير يحي عبد الله بن يس الجزولي. وكان من حذاق الطلبة دينا فاضلا تقيا ورعا فقيها أديبا مشاركا ذا نباهة وسياسة.